الوجبات المتعددة و كميات الطعام القليلة وجودة الغذاء في مرحلة ما بعد الإفطار هي أهم الوسائل للتمتع بصحة جيدة وتجنب أي تداعيات للامتناع عن تناول الأكل والشراب لساعات طويلة مع الوضع في الاعتبار ان تجاهل الالتزام بهذه الثلاثية قد يجر عليك متاعب عديدة
من المهم التأكيد أن الحفاظ علي هذه الثلاثية بعد ساعات من الصيام يساعد الجسم علي أداء وظائفه بشكل مناسب وصحي انطلاقا من بديهية طبية مفادها أن سوء التغذية يجلب مشاكل صحية عديدة قد تتساوي او تزيد علي تداعيات الإفراط في تناول الطعام.
وتجمع الدراسات الطبية علي حاجة الجسم إلى ثلاث وجبات مناسبة ومتوازنة يوميًا حتى يكون بصحة جيدة جسديًا وعقليًا ويهمل الكثيرون وجباتهم بشكل متكرر، ربما بسبب نمط حياتهم المحموم أو إتباع نظام غذائي وهو يجب أن نحافظ عليه في خلال رمضان من خلال تناول وجبة ثالثة بين الإفطار والسحور .
فالحفاظ علي الواجبات الثلاث خلال ليل رمضان يبدو ضروريا ومفيدا انطلاقا من أن عدم الحصول على التغذية المناسبة للجسم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعدوى بشكل متكرر أو كثرة التعرض لوعكات صحية نتيجة لضعف جهاز المناعة.
خبراء التغذية والصحة العامة شددوا ، مرارًا وتكرارًا، أن الجوع ليس شكلًا فعالًا من أشكال اتباع نظام غذائي، وأن له عواقب وخيمة بل ومن الممكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية وبدلاً من فقدان الوزن يمكن أن يفرط الشخص في تناول الطعام بعد فترة من الجوع.
الخبراء شددوا كذلك علي ضرورة الالتزام خلال شهر رمضان بتزويد الجسم بمتطلباته اليومية من الكربوهيدرات والمغذيات الأخرى لتجنب حدوث عديد من المشكلات في مقدمتها تقلبات السكر في الدم في اللحظة التي يتناول فيها الإنسان الطعام يبدأ جسمه في تحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز لتزويده بالطاقة.
فخلال شهر رمضان يحتاج جسم الإنسان إلى إمداد مستمر من الجلوكوز حتى يعمل بشكل صحيح، لكن عندما يتضور جوعًا، فإنه يحرم الجسم من الجلوكوز، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل كبير، وهو ما يمكن أن يتسبب في المعاناة من الصداع وانخفاض مستوى الطاقة والخمول. ولعل التأثير الأكثر خطورة هو أن تذبذب مستويات السكر في الدم تهدد بالإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل.
عدم الحصول علي القسط الغذائي المناسب خلال شهر رمضان قد يؤدي كذلك الي العرض للإمساك حيث يشير الجوع أو سوء التغذية في أغلب الأحوال إلي أن هناك حرمانا للجسم من العناصر الغذائية، بما يشمل الألياف. يعد الإمساك أحد الآثار الجانبية لقلة تناول أغذية غنية بالألياف.
ولا يغيب عن تداعيات عدم الحصول علي احتياجات الجسم من الغذاء في رمضان إمكانية المعاناة من الأرق إذ يؤدي الجوع إلى انشغال الجسم بحرق الدهون بدلاً من الجلوكوز لتوفير الطاقة وعندما ينخفض مستوى الأنسولين، يفرط الجسم في إنتاج إنزيم يسمى أوريكسن، الذي يمنح طاقة مؤقتة. كما يرسل المخ إشارات للجسم لإفراز الأدرينالين الزائد، مما يصيب الشخص بالأرق.كان من المثير كذلك أن يؤدي نقص الغذاء في رمضان بعد صيام طويل الي تساقط الشعر إذ يتكون شعر الرأس أساسًا من البروتين، لكنه يحتاج إلى الكاليسيوم والحديد والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة للبقاء بصحة جيدة. يؤدي حرمان الجسم من هذه المواد إلى جفاف فروة الرأس وتأثر بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مفرط.
ومن مشكلات نقص التغذية في رمضان المعاناة من سرعة الغضب والتوتر وهو أمر يبدو واضحا في ظهيرة يوم الصيام وكنتيجة لعدم تناول وجبة الإفطار إذ يؤدي الجوع إلى انخفاض مستويات السيروتونين في الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بالغضب أو الانزعاج بسهولة.
تداعيات عدم الحصول علي القدر الكافي من الغذاء قد تفاقم من مشاكل الهضم فعدم تناول قدر كافي من الطعام بشدة على الجهاز الهضمي وعندما يكون الشخص جائعًا، فإن الجهاز الهضمي يتقلص وبالتالي يصبح من الصعب استيعاب نظام غذائي عادي. كما ينخفض إنتاج الأحماض في المعدة. إذا كانت حالات الجوع متكررة وطويلة الأمد، فربما يتوقف نشاط الإنزيم في المعدة تمامًا، وهو ما قد يحتاج إلى علاج لإعادته إلى طبيعته.
المعاناة من الجوع قد تقلل من معدلات القدرة على الحمل حيث أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يتضورن جوعاً ويقللن من تناول الطعام غالباً ما يجدن صعوبة في الحمل، لسبب رئيسي هو عدم انتظام الدورة الشهرية. فعندما لا يتلقى الجسم طعامًا كافيًا، يمكن أن ينخفض مستوى الحديد، وبالتالي تأخير الدورة الشهرية. تؤدي الدورة الشهرية غير المنتظمة إلى صعوبة الحمل.
بل أن التداعيات تمتد كذلك إلي الشعور المستمر بالبرد في ظل حاجة جسم الإنسان يحتاج إلى حرق عدد معين من السعرات الحرارية من أجل توليد الحرارة والحفاظ على درجة حرارة صحية ومريحة. لذا، إذا كان الشخص لا يأكل ما يكفي، فمن المرجح أن يشعر بالبرد طوال الوقت.
ومن التداعيات لنقص الغذاء في رمضان التعرض القلق والتوترحيث أكدت العديد من الدراسات أن حالات التوتر والقلق يمكن أن تحدث كرد فعل على تناول السعرات الحرارية المنخفضة للغاية. وأشارت نتائج بعض الدراسات إلى الأشخاص، الذين يعانون من زيادة الوزن والذين يتناولون وجبات منخفضة السعرات الحرارية، يعانون من التوتر والقلق.