حذرت دراسة حديثة من أن نوبات العمل الليلية، أو ساعات العمل التي تنحرف عن ساعة الجسم الطبيعية للإنسان قد تزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب .

وأظهرت نتائج دراسة عُرضت الجمعة خلال المؤتمر العلمي الافتراضي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب، أن واحدًا من كل خمسة عمال يدويين يعملون في الصباح الباكر أو في المساء أو في الليل معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب.

والرقم أعلى بحوالي 50 في المائة من انتشار أمراض القلب بين عموم سكان البرتغال، حيث أُجري البحث، بناءً على تقديرات منظمة الصحة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد حوالي 40 في المائة بقصر مدة النوم على ست ساعات أو أقل، في أيام العمل، ومتوسط "اضطراب الرحلات الجوية الاجتماعية"، أو الفرق بين الساعة البيولوجية العادية للفرد وساعات العمل، لما يقرب من ساعتين، كما قال الباحثون.

زادت احتمالات التصنيف على أنها عالية الخطورة للإصابة بأمراض القلب ومشاكل القلب الأخرى بنسبة 31 في المائة لكل ساعة إضافية من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وفقًا للباحثين.

وقالت مؤلفة الدراسة، الدكتورة سارة جامبوا ماديرا في بيان: "لدينا جميعًا ساعة بيولوجية داخلية تتراوح ما بين أنواع الصباح... إلى الأنواع المتأخرة... حيث يقع معظم السكان بينهما".

أضافت جامبوا ماديرا، الطبيبة والباحثة بجامعة لشبونة في البرتغال: "وجدت دراستنا أنه في كل ساعة كان جدول العمل غير متزامن مع ساعة جسم الموظف، فإن خطر الإصابة بأمراض القلب يزداد سوءًا"، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

اظهار أخبار متعلقة

زيادة خطر التعرض لمشاكل صحية مثل الأرق وأمراض القلب

قد يؤدي العمل لساعات غير معتادة أو نوبات إلى زيادة خطر تعرض الشخص لمشاكل صحية مثل الأرق وأمراض القلب، بناءً على الأبحاث الحديثة .

يعتبر ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب بسبب زيادة الوزن أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول، وفقًا لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

في الدراسة، قيمت جامبوا ماديرا صحة 301 عاملًا، عمل جميعهم في مستودعات التوزيع التابعة لشركة بيع بالتجزئة في البرتغال.

كان الموظفون يعملون دائمًا في الصباح الباكر، من الساعة 6 صباحًا حتى 3 مساءً؛ في وقت متأخر من المساء، من الساعة 3 مساءً حتى منتصف الليل؛ أو في الليل من 9 مساءً حتى 6 صباحًا.

قالت جامبوا ماديرا، إن المشاركين في الدراسة أكملوا استبيانًا حول عملهم ونومهم وعاداتهم الصحية وقياس ضغط الدم والكوليسترول لديهم.

وأضافت إن الاستبيان استخدم لتقييم مدة النوم، ولتقدير الساعة البيولوجية الداخلية لكل فرد لتحديد مستويات اختلال الساعة البيولوجية.

وفقًا لجامبوا ماديرا، فإن اختلال التوافق اليومي، أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، هو الفرق بين الساعة البيولوجية للفرد وساعات العمل العادية. وتحدث الظاهرة عندما يكون هناك عدم تطابق بين ما يريده الجسم - على سبيل المثال، النوم في الساعة 10 مساءً - والجدول الزمني الذي تفرضه التزامات العمل.

كان متوسط عمر المشاركين 33 عامًا، وكان 56 في المائة منهم رجالًا،  وأظهرت النتائج، أن أكثر من نصفهم بقليل من المدخنين، و49 في المائة لديهم ارتفاع في الكوليسترول، و10 في المائة يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وكل ذلك يزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب.

20بالمائة معرضون لخطر كبير للإصابة بأمراض القلب

وقالت جامبوا ماديرا، إن 20 بالمائة من المشاركين في الدراسة تم تصنيفهم على أنهم معرضون لخطر كبير للإصابة بأمراض القلب.

وأضافت إن ما يقرب من 60 في المائة من العمال، كان لديهم اضطراب الرحلات الجوية الاجتماعي لمدة ساعتين أو أقل، ووصل من ساعتين إلى أربع ساعات إلى 33 في المائة، وأربع ساعات أو أكثر إلى 8 في المائة.

وأظهرت النتائج، أن المستوى الأعلى من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة مرتبط بشكل كبير باحتمالات أكبر للوجود في المجموعة عالية الخطورة.

وقالت جامبوا ماديرا: "تضيف هذه النتائج إلى الدليل المتزايد على أن اختلال الساعة البيولوجية قد يفسر، جزئيًا على الأقل، الارتباط الموجود بين العمل بنظام الورديات والنتائج الصحية الضارة".

وأضافت: "تشير النتائج إلى أن الموظفين الذين لديهم جداول عمل غير نمطية قد يحتاجون إلى مراقبة عن كثب لصحة القلب".