يميل البعض في رمضان للسهر حتى الفجر، ولا ينامون سوى ساعات قليلة بعده، ويستيقظون للذهاب إلى العمل، أو يقضون نهارهم كله نائمون إن كانوا غير مرتبطين بأعمال نهارية.

وهكذا تكثر مشكلات النوم بالنسبة للصائمين، نتيجة تغير عادات تناول الطعام والشراب في رمضان، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة.

وبحسب الاختصاصيين، يعتبر مثل هذا القلب لنظام اليوم العادي، الذي يعتمد على النوم ليلًا، ذو آثار سلبية سيئة جداً بالنسبة للصائم، لا يشعر بها مباشرة، وإنما بشكل تراكمي على المدى الطويل، نتيجة النوم في خارج الساعة البيولوجية الطبيعية في جسم الإنسان.

والطبيعي ، والمفيد بالنسبة للصائم في رمضان أن يكون صيامه "نشط"، لا يختلف يومه فيه عن اليوم العادي قبل رمضان وبعده من حيث النوم والاستيقاظ ومباشرة الأعمال، ففيما عدا تغير مواعيد تناول الطعام والشراب فمن المفترض ألا يحدث أي تغيير آخر، وبذا يستفيد الصائم من صومه، إذ أن المفترض أن يكون الصيام خلال فترة نشاط الصائم نهارًا،  مما يساعد في تنظيمات استقلابية وغسيل كثير من المواد السامة في الجسم أثناء فترة الصيام النشط، ولا يحدث هذا لو كان الصائم نائمًا نهارًا.

وبحسب الاختصاصيين، ترتبط الساعة البيولوجية بساعات هرمونية منظِّمة لجسم الإنسان، فهي مسؤولة عن تنظيم الجهاز العصبي،  والجهاز الغدي،  وتنظيم سكر الدم، وإفراز الهرمونات،  ونخص منها الكورتيزون، وتنظيم الجهاز العصبي البديل، وإفرازاته كالأدرينالين والنور أدرينالين، وهرمون النمو الذي لا يفرز إلا ليلاً، وكذلك الهرمونات النسائية، والتفاعلات الدماغية المتعلقة بالنشاطات الذهنية والإدراك، والتحكم بردات الفعل والتركيز في النشاط اليومي وفي العمل المهني، وخاصة في إدارة الأجهزة والآلات وبالذات في عملية قيادة المركبات، وإن الخلل في هذه الأشياء يؤدي إلى خلل في جميع ما ذكرناه أو في بعض منها.

ويظهر سوء قلب نظام اليوم بحيث يصبح الليل نهار، والنهار ليل، بالنسبة للطلاب بشكل خاص، إذ تحدث اضطرابات هضمية شديدة ناجمة عن تبدل ساعات النوم، مما يزيد الاضطراب السكري في الجسم، واختلال التوازن بالنسبة للطلاب والجامعيين، مما يؤدي إلى حدوث ضعف في التلقي والحفظ، وتراجع في الأداء المدرسي والجامعي.

ويلاحظ أن معظم الصائمين من ينامون نهارًا ويسهرون ليلًا في رمضان يعانون من الاستيقاط بأوجاع في الجسم، وعدم شعور بالراحة، وهذا من ضمن الاضطرابات التي يكثر حدوثها نتيجة تغير ساعات النوم، إذ لا يصل النائم إلى مراحل النوم العميقة، ويحدث نقص في مراحل النوم السريع العجائبي ، وينجم عن ذلك اضطرابات كبيرة في الراحة، بحيث يبقى جسم الإنسان متعباً،  ومنهكاً، لا يشعر بالاستقرار، وكأنه لم ينم.

لذا ينصح الاختصاصييون بعدم قلب النظام اليومي، لما في ذلك من فوائد صحية جمة، ففائدة الصيام تكمن في الحفاظ على ساعات النوم ليلاً،  والحفاظ على القدر المناسب من النشاط نهاراً.

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة