أعطت دراسة حديثة، مزيدًا من الطمأنينة للأمهات المصابات بـ كوفيد – 19، إذ أنه بإمكانهن إرضاع أطفالهن دون أن ينقلن إليهم العدوى.
وجدت الدراسة التي أجريت على 55 رضيعًا ولدوا لأمهات مصابات بـ كوفيد – 19 أن أيًا منهم لم يصاب بالفيروس، على الرغم من أن معظمهم بدأوا الرضاعة من أمهاتهم في المستشفى.
قال الباحثون، إن الدراسة تدعم النصائح الحالية لمنظمة الصحة العالمية التي قالت في العام الماضي، إن الأمهات المصابات المشتبه أو المؤكد إصابتهن بـ كوفيد – 19 يمكنهن مواصلة الرضاعة الطبيعية.
قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن حليب الثدي "ليس مصدرًا محتملًا" لانتقال كوفيد – 19، وإن الأمهات المصابات يمكن أن يرضعن من الثدي طالما أنهن يتخذن بعض الاحتياطات".
قال الدكتور مارسيل يوتيبينج، الأستاذ المساعد في كلية ألبرت أينشتاين للطب بنيويورك: "إذا غسلت يديك وارتديت قناعًا، فلا يوجد سبب يمنعك من الرضاعة الطبيعية".
وأضاف في مقالة افتتاحية نُشرت مع الدراسة الجديدة هذا الأسبوع في مجلة "طب الأطفال"، إنه على الرغم من وجود توصيات بشأن الرضاعة الطبيعية بالفعل، فمن المهم أن تستمر الدراسات في تتبع ما إذا كانت التهابات الرضع المتعلقة بحليب الثدي تحدث أم لا.
اظهار أخبار متعلقة
قال الباحث الرئيسي، الدكتور نوا أوفيك شلوماي، الذي يرأس وحدة حديثي الولادة في هداسا والمركز الطبي بالجامعة العبرية في القدس، إن هذه النتائج الأخيرة لا تستبعد هذا الاحتمال. وأضاف: "لكن من غير المرجح أن تنتقل العدوى عن طريق لبن الأم".
وتابع الباحثون 55 رضيعًا ولدوا في المركز الطبي الإسرائيلي لأمهات ثبتت إصابتهن بـ كوفيد – 19. تم اختبار جميع المواليد الجدد سلبيًا للعدوى بعد الولادة بفترة وجيزة.
تم إعطاء ثلاثة أرباع الأطفال حليب الثدي أثناء إقامتهم في المستشفى، وتم إرضاع أكثر - 85 في المائة - بعد العودة إلى المنزل. لم يُصاب أي منهم بـ كوفيد 19، بناءً على اختبارات الفحص التي أجريت بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من مغادرة المستشفى.
ارتداء الأقنعة وغسل اليدين
في وقت سابق من الوباء، كان لدى مستشفى القدس سياسة فصل الأطفال حديثي الولادة عن أمهاتهم المصابات بـ كوفيد – 19. وبسبب ذلك، تم ضخ حليب الثدي عن طريق الزجاجة للرضع في الدراسة.
لكن شلوماي قال إنه لم يعد يبدو ضروريًا، طالما يتم اتباع إجراءات وقائية مثل ارتداء الأقنعة وغسل اليدين.
وأشار يوتبيينج إلى أن هذا يتماشى أيضًا مع التوصيات الحالية. إذ توصي منظمة الصحة العالمية بالاتصال الجلدي والرضاعة الطبيعية بعد وقت قصير من ولادة الرضيع، وهذا ينطبق أيضًا على الأمهات المصابات بـ كوفيد – 19.
أثار يوتيبينج سؤالاً آخر: هل من الممكن أن يمد حليب الثدي هؤلاء الأطفال بأجسام مضادة للفيرو؟ قال إنه تم اكتشاف مثل هذه الأجسام المضادة في حليب الثدي لدى النساء المصابات، لكن من غير الواضح ما إذا كانت تساعد في حماية الأطفال. وأضاف "لهذا السبب نحتاج إلى مزيد من البحث".
قال شلوماي إن ما يبدو واضحًا بشكل متزايد هو أن خطر إصابة الأطفال بـ كوفيد – 19 عن طريق الرضاعة الطبيعية "منخفض جدًا".
وبحسب يوتبيينج، فإن أي خطر يجب موازنته مقابل الفوائد "الضخمة" للرضاعة الطبيعية.
إذ يُعتقد أنه يدعم نمو الجهاز المناعي للأطفال. ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، فإن الأطفال الذين يرضعون من الثدي أقل عرضة للإصابة بعدوى الأذن والإسهال والربو والتهابات الرئة الشديدة.
قال يوتيبينج: "يجب أن نتذكر أن هناك إصابات أخرى غير (كوفيد – 19) أيضًا".