التوحيد.. هذا المصطلح العظيم سواء بالقول أو بالفعل، سواء قلته (لا إله إلا الله)، أو كنت على عقيدة منه، فإنك في كل الحالات ستجد بصماته عليك في كل لحظة.. وإليك الدليل:
أولا: ستتحرر من كل الفلسفات الزائفة والأفكار الضالة المتطرفة.
ثانيا: ستحطم كل قيود الهوى والعقل الذاتي، فلا يعبد صاحبها عقله أو يقدس فكره هو.
ثالثا: اليقين بأن الله وحده هو المعبود بحق، فهو المتحكم والمالك والملك والمتصرف في كل الأمور.
رابعًا: تنقذ نفس المؤمن من التشتت والحيرة بين الأشياء والأفكار والسلوكيات.
خامسًا: وحدة مصدر الخوف والرجاء، فلا تخشى ولا ترجو إلا من الواحد الأحد.
سادسًا: تصرف أثر التوتر والقلق والخوف من مستقبل أو أقدار قادمة، طالما أنه الله ولا إله سواه.
سابعًا: تدعو الإنسان إلى السلوك الحميد والمحمود، ليقينه بعين الله التي ترقبه.
ثامنًا: تصرف العابد عن كل سلوك جاحد ومشين؛ ففي "لا إله إلا الله" كمال أخلاقي حقيقي.
اظهار أخبار متعلقة
فضل التوحيد
الثماني بصمات مؤكد ستشعر بهم جميعًا في حياتك اليومية، فقط لمجرد ترديد كلمات التوحيد (لا إله إلا الله)، فكلمة (لا إله إلا الله) أفضل الذكر بعد القرآن، كما أكد الإمام القرطبي، تفسيرًا للحديث النبوي الشريف، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: « أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، وفي حديث جابر مرفوعاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الذكر لا إله إلا الله»، ولأنها مفتاح الإسلام وبابه الذي لا يدخل إليه إلا منه، وعموده الذي لا يقوم بغيره، وهي أحد أركان الإسلام، فعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل»، وفي رواية (من أبواب الجنة الثمانية شاء).
الكفة الراجحة
أو تعلم عزيزي المسلم، أن (لا إله إلا الله) إنما هي الكفة الراجحة، فقط لمن يقولها ربح بيعه مهما كان، فعن عبد الله بن عمرو قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان مزرورة بالديباج ، فقال : ألا إن صاحبكم هذا ( قد وضع كل فارس ابن فارس ! قال ) : يريد أن يضع كل فارس ( ابن فارس ) ويرفع كل راع ابن راع ! قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمجامع جبته وقال : « ألا أرى عليك لباس من لا يعقل » . ثم قال : « إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص عليك الوصية : آمرك باثنين ، وأنهاك عن اثنين . آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة ، رجحت بهن لا إله إلا الله ، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع، كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق ، وأنهاك عن الشرك والكبر».