في مثل هذه الأيام من عام 1996م فقدت الأمة الإسلامية والعربية أحد أكبر علمائها ووعاظها ومفكريها فضيلة الشيخ محمد الغزالي.
الغزالي داعية مميز:
الشيخ الغزالي لم يكن شيخا بالمعنى الدارج الآن لكنه نقش اسمه بحروف من نور في سجل الدعوة الإسلامية التي جاب في سبيلها الأقطار يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة حيث لقب بـ"أديب الدعوة".
تميز أسلوب الشيخ بالرصانة وكلماته بالعذوبة ولم لا وق نشأ في أسرة "متدينة"، وله خمسة إخوة، فأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة وقد اتخذ طريقه في طل العلم مبكرا.
رحلة الغزالي العلمية:
تخرج من كلية أصول الدين بالأزهر، فزاد نشاطه الدعوي الذي لم يوقفه عن إكماله الدراسة فوق الجامعية حيث حصل على درجة العالمية 1943م وعمره ست وعشرون سنة.
تتلمذ على يد نخبة من العلماء الأماجد أمثال الشيخ عبد العظيم الزرقاني, والشيخ محمود شلتوت, والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى والشيخ محمد محمد المدني وغيرهم من علماء الأزهر.
نشاط الغزالي الدعوي:
لم يتوقف نشاطه الدعوي على مصر بل زار عددا من الدول وشارك في الكثير من المؤتمرات وكانت له بصماته الفكرية والثقافية التي تدل على سعة اطلاعه وتمكنه من أدواته ما جعله في كثير من الأحيان يتبوأ الريادة ويشار إليه بالبنان.
لم تخمد ثورة الرجل الفكرية لكنها كانت تزداد يوما بعد يوم في سبيل الدفاع عن ثوابت الدين؛ فالرجل مدافعا عن قضايا أمته حتى لقي ربه يوم السبت 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م وهو في الرياض في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات، ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة، حسب ما كان يرجو في حياته.