توصلت دراسة حديثة إلى أن عقارًا لمرضى النقرس يقلل من الحاجة إلى الأكسجين الإضافي، ويسرع شفاء المرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد – 19 الحادة.
واحتاج المرضى المصابون الذين عولجوا بدواء "الكولشيسين" إلى دعم الأكسجين للحفاظ على التنفس لمدة ثلاثة أيام أقل تقريبًا، وقضوا يومين في المستشفى أقل من أولئك الذين لم يتم إعطاؤهم مضادات الالتهاب.
ويستخدم الكولشيسين، وهو مركب دوائي مستخلص من زهور نبات اللحلاح الخريفي يستخدم لمعالجة مرض النقرس وداء بهجت وحمى البحر الأبيض المتوسط.
كما يستخدم أيضًا في علاج حالات الالتهاب الجهازية والوقاية منها. والالتهاب الجهازي شائع لدى الأشخاص المصابين بعدوى كوفيد – 19 المتوسطة إلى الشديدة.
وقال الدكتور رينيه أوليفيرا، مؤلف مشارك في الدراسة لوكالة "يو بي آي": "الكولشيسين، دواء قديم يستخدم على نطاق واسع لبعض الأمراض الالتهابية الحادة والمزمنة (و) يمكن استخدامه بأمان للمرضى في المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي كوفيد -19".
وأضاف أوليفيرا، باحث الطب الباطني في كلية ريبيراو بريتو للطب بجامعة ساو باولو في البرازيل: "فرضيتنا هي أنه من خلال تثبيط تنشيط المعدلات وتقليل إنتاج بعض السيتوكينات (في) عاصفة السيتوكين، يكون الدواء مفيدًا لتقليل فرط نشاط الجهاز المناعي بعد العدوى، مما يؤدي إلى تقليل التهاب الرئتين".
اقرأ أيضا:
تحذير من أمراض خطيرة قد تنتقل إليك من "الدش"وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص المصابين بـ كوفيد – 19 يعانون من أعراض خفيفة، فإن أولئك الذين يعانون من مرض خطير غالبًا ما يقوم جهاز المناعة لديهم برد فعل مفرط، مما يتسبب في إنتاج سريع للبروتينات المناعية التي تسمى السيتوكينات.
وتؤدي ما يسمى بـ "عاصفة السيتوكين " إلى التهاب شديد في الرئتين ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، فضلاً عن انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وهو السبب الرئيسي للوفاة من كوفيد – 19.
وفي عام 2009، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام عقار "الكولشيسين" في المرضى الذين يعانون من حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، وهو اضطراب وراثي نادر في المناعة الذاتية، ونوبات النقرس الحادة.
ويوصف "الكولشيسين" بأنه آمن بشكل عام، لكن الإفراط في استخدامه يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة.
في الدراسة التي نشرتها مجلة (RMD Open)، عالج أوليفيرا وزملاؤه 72 مريضًا تم إدخالهم إلى المستشفيات بعد إصابتهم بأعراض فيروس كوفيد -19 بين المتوسطة إلى الشديدة.
تلقى ستة وثلاثون من المرضى العلاج القياسي، بالإضافة إلى 0.5 ملليجرام من الكولشيسين ثلاث مرات يوميًا لمدة خمسة أيام، تليها نفس الجرعة مرتين يوميًا لمدة خمسة أيام، وتلقى 36 مريضًا العلاج القياسي بالإضافة إلى دواء وهمي.
وكان خمسة مرضى فقط في نطاق وزن صحي، وفقًا للباحثين، وهو أمر مهم بالنظر إلى أن زيادة الوزن والسمنة من عوامل الخطر المعروفة للإصابة بمرض كوفيد -19.
وعرفت الدراسة، كوفيد –19 المعتدل على أنه حمى وصعوبات في التنفس والتهاب رئوي، بينما اشتمل المرض الشديد على هذه الأعراض، بالإضافة إلى معدل تنفس سريع يبلغ 30 مرة أو أكثر في الدقيقة ومستويات منخفضة من الأكسجين في الجسم.
ويتكون العلاج القياسي من أزيثروميسين المضاد الحيوي، هيدروكسي كلوروكين المضاد للملاريا والهيبارين المميع للدم، بالإضافة إلى الستيرويد ميثيل بريدنيزولون إذا كانت الحاجة إلى أكسجين إضافي كبيرة.
وأظهرت البيانات، أن المرضى الذين عولجوا بـ "الكولشيسين" احتاجوا إلى الأكسجين لمدة أربعة أيام في المتوسط، مقارنة بـ 6.5 يومًا للذين خضعوا للعلاج القياسي، بالإضافة إلى مجموعة الدواء الوهمي.
وكان متوسط مدة الإقامة في المستشفى سبعة أيام بين المرضى الذين أعطوا مجموعة "الكولشيسين" مقارنة بتسعة أيام للذين تلقوا العلاج القياسي فقط.
بعد سبعة أيام من العلاج، احتاج ثلاثة مرضى فقط عولجوا بـ "الكولشيسين" إلى أكسجين صيانة، مقارنة بـ 16 في مجموعة العلاج القياسية.
وتوفي مريضان، كلاهما كان في مجموعة الدواء الوهمي.
وقال الباحثون إنه ليس من الواضح تمامًا كيف يعمل الكولشيسين لمحاربة عدوى كوفيد – 19، نظرًا لأنه ليس دواءً مضادًا للفيروسات. ورجحوا أن الدواء يقلل من استجابة الجسم الالتهابية ويساعد على درء تلف الخلايا المبطنة لجدران القلب والرئتين، من بين الأعضاء الأخرى.
وقال أوليفيرا "الحدث الرئيسي الذي نحتاج إلى رؤيته لمعرفة تأثير الكولشيسين هو وجود الالتهاب الجهازي".
وأضاف: "مع انخفاض الدرجة أو عدم وجود التهاب، كما هو الحال في الأشكال الخفيفة من كوفيد – 19، فإن الدواء ببساطة لا يمكن أن يفي بالغرض منه".