مرحبًا بك يا عزيزتي..
أصابتني الدهشة، وداهمني فزع لوصفك نفسك بأنك "فتاة ذات ماضي سيء"!
ثم راجعت رسالتك من بداياتها فالتمست لك العذر، فمن الطبيعي أن تنظري للمسة لا ذنب لك فيها من هذا الشاب، هكذا، على الرغم من رفضك واعتذاره، فنشأتك المحافظة تملي عليك هذا الشعور الضخم بالذنب.
هذا الشعور الضخم بالذنب يا عزيزتي ليس هو الحل لمشكلتك أو تطهرك مما ترينه مصيبة وإثم كبير ربما يمنع عنك الزوج الصالح.
هذا الشعور الضخم بالذنب يحتاج إلى وضعه في حجمه الطبيعي، ثم التخلص منه للأبد، حتى يمكنك التقدم في حياتك.
الشعور بالذنب بهذه الحدة، وهذه الضخامة، ليس مرضًا لكنه كفيل بأن يجر عليك اضطربات نفسية وربما أمراض، وتعطل في الحياة.
علمنا نبينا كيف تعامل مع الذنوب بالتوبة، وأخبرنا أننا بعدها نصبح كمن لا ذنب له، أي نسخة جديدة، نقية، أفضل، وهذا هو المطلوب منك وبكل بساطة.
تعارفك على شاب غريب عبر وسائل التواصل كان خطأ، ولا يجب أن تكرريه، فالحب والزواج غالبًا ليس طريقه وسائل التواصل الإجتماعي.
عند هذا تضعين نقطة، وتبدأين من أول السطر، صفحة جديدة من حياتك، وقد تعلمت ألا تفعلي هذا من بعد، عاهدي نفسك على ألا تخذليها مرة أخرى بالتعرف على شخص غريب عبر فيس بوك أو غيره، ولن تتبادلي معه أسرار ولا صور ولا أي خصوصيات، فمساحات قدس أقداسك هذه ليست مستباحة، وأنك تعلمت "وضع الحدود" لنفسك، للحفاظ عليها، وعلى مشاعرها، وكيانها، ولن تسمحي بالتعدي على هذه الحدود.
عاهدي نفسك على أنك لن تؤذي نفسك مرة أخرى، ولن تقبلي مقابلة شاب لا تعرفينه، ولا لمسه لك، ولا الذهاب إلى مساحات حميمية في ظل عناوين كالصداقة أو التقدم لخطبتك والزواج منك، عاهديها على ألا تخون ثقة الأهل، ولا تتهور ولا تندفع مرة أخرى، وفقط.
هذا هو كل ما تحتاجينه!
أما قصة زوج المستقبل الصالح، فأنت "كمن لا ذنب له" مادمت قد تبت، وصفحة الماضي أغلقت، ولا حق لأي أحد كائنًا من كان في فتحها، وأنت لست مطالبة بالتطوع وفعل هذا ولا مجبره، البتة.
عيشي يا عزيزتي "هنا والآن"، لا مع مصيبة قد حدثت في الماضي، ومصيبة سوف تحدث في المستقبل!
تحرري من سجن نفسك، وأسرها في سجون المخاوف، والذنب، والتفتي لنفسك، وارفقي بها، ولا تضيعي عليها لحظتها الراهنة، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟