هي أسهل العبادات ولا تتطلب وضوء ولا استقبال القبلة ولا استعداد ، يسرها الله على الجميع، سواء الصغير والكبير والغنى والفقير والرجل والمرأة والعالم والجاهل والمشغول والفارغ.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلها في جميع أحواله وأمر المؤمنين بفعلها بعد الصلاة وبعد الحج وعند القتال وقبل الطعام وبعده وقبل النوم وبعده وقبل دخول الخلاء وبعده وهى مع ذلك لا تحتاج إلى استقبال قبلة ولا إلى ستر عورة ولا إلى فعلها في جماعة ولا إلى سفر لأجلها..
هي العبادة التي مدح الله تعالى الصالحين والصالحات بسبب إكثارهم منها ومداومتهم عليها فقال: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].
قال الحسن البصري: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الذكر وفي الصلاة وفي قراءة القرآن فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق ".
قال ذو النون: "ما طابت الدنيا إلا بذكره ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ولا طابت الجنة إلا برؤيته " الله تعالى يأمرنا بذكره:
قال الله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ .
يقول د. شريف سلطان تحت عنوان" السعادة في ذكر الله تعالى": هي منة عظيمة يمن الله بها على عباده ما كان لهم أن يحصلوا عليها إلا بكرمه وواسع رحمته وهى أنهم إذا ذكروه ذكرهم..
وقال تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد:28]. بذكر الله تطيب النفس ويطمئن القلب ويهدأ البال بذكر الله: تدفع الآفات وتكشف الكربات وتهون المصيبات لم يوجد عمل أشرح للصدر وأعظم للأجر كالذكر هو إنقاذ للنفس من أتعابها واضطرابها وهمومها وغمومها بل هو طريق مختصر لكل فوز وفلاح.
يا من شكى الأرق وبكى من الألم يا من أتعبته المشاكل وأعجزته الوسائل. بقدر إكثارك من ذكره يهدأ قلبك وتسعد نفسك ويرتاح ضميرك
إذا مرضنا تداوينا بذكركم ♦♦♦ ونترك الذكر أحياناً فننتكسُ
لذلك ما أمر الله بالإكثار من شيء كما أمر بالإكثار من ذكره سبحانه وتعالى.
قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب:41] وقال ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال:45].
فلا يشغلك عن الله شيءٌ: قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون:9].
وإياك ونسيان الله: قال الله: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر:18].
وقال الله تعالى في الحديث القدسي: " أنا مع عبدى إذا هو ذكرنى وتحركت بي شفتاه " [رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني].
ما أجمل أن يكون الله معك يغنى فقرك ويجبر كسرك ويرفع قدرك من كان الله معه فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد؟
• هل تعلم أن الذكر أفضل من الجهاد في سبيل الله ومن الإنفاق بالذهب والفضة؟
قال عليه الصلاة والسلام: " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من أن تنفقوا الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: ذكر الله عز وجل " [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني].
يقول عليه الصلاة والسلام: " ما قعد قوم مقعداً لا يذكرون الله عز وجل ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب"[رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه الألباني].
ويقول عليه الصلاة والسلام: " ليس تحَسُّرُ أهلٍ الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها "[رواه الطبراني والبيهقي وانظر صحيح الجامع.].
تريد أن تغض بصرك، تحفظ لسانك، تحفظ قلبك؟ عليك بذكر الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر منه " [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء "[رواه مسلم].
في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت " فالحياة حياة القلب بذكر الله. والموت موت القلب بالغفلة عن الله.
لأن الإنسان مكوّن من جسد وروح فالجسد مبدؤه من الأرض كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾ [سورة المؤمنون: 12.]
إذن فغذاؤه من الأرض: من طعام، شراب، لباس، سكن وكذلك منتهاه إلى الأرض فإذا مات الإنسان يتحلل جسده إلى التراب.
والروح: مبدؤها من السماء: ﴿ فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ﴾ [التحريم: 12].
فغذاؤه من السماء: ذكر الله وطاعته ومنتهاه إلى السماء. لذلك إذا طرأت غفلة على القلب فلا علاج لها إلا بالذكر.
حين جاء رجل إلى أبى سعيد الحسن البصرى فقال: يا أبا سعيد: أشكوا قسوة في قلبي قال: أذب هذه القسوة بذكر الله.
قال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها؟ قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره.
عن لقمان بن عامر رضى الله عنه: "أن رجلاً أتى أبا مسلم الخولاني فقال له: أوصني يا أبا مسلم قال: اذكر الله تحت كل شجرة وحجر فقال: زدني قال: اذكر الله حتى يحسبك الناس مجنوناً "؛ قال: فكان أبو مسلم يكثر ذكر الله فرآه رجل فقال لأصحابه: أمجنون صاحبكم؟ فسمعه أبو مسلم فقال: يا أخي هذا دواء الجنون.
• أبو الدرداء: كان رجلاً لا يفتر عن ذكر الله فقيل له يوماً: كم تسبح في اليوم؟ فقال مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع.
• قال ابن القيم: وحضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إلىَّ وقال: هذه غدوتي ولو لم أتغد سقطت قوتي.