رأى عدد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم رؤى كانت بمثابة البشريات لهن بأنهن سيكن من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما رأته السيدة سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
زوجها قبل النبي:
أسلمت قديما وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قبل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو – أخي الصحابي سهيل بن عمرو-.
وقد أسلم معها زوجها- رضي الله تعالى عنهما- وهاجرا إلى الحبشة في الهجرة الثانية، فلما قدما مكة مات زوجها، وقيل مات بأرض الحبشة، فلما حلّت خطبها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد العقد على عائشة- رضي الله تعالى عنها- ثم تزوجها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في السنة الثامنة من النبوة، ودخل بها بمكة بعد موت خديجة- رضي الله تعالى عنها-.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينكيف خطبها النبي؟
أشارت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون- رضي الله تعالى عنهما على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: بزواجها فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاذكريها عليّ فذهبت إلى سودة وأبيها.
فقلت: ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، فقالت: وما ذاك؟
قالت: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أرسلني إليك لأخطبك عليه.
قالت: وددت ذلك ولكن ادخلي على أبي، واذكري له ذلك، وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن، فحييته بتحية أهل الجاهلية، فقلت: أنعم صباحك، فقال: ومن أنت؟ فقلت: خولة فرحب بي، وقال ما شاء الله أن يقول. قالت: فقلت: إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر ابنتك.
قال: هو كفء كريم، فما تقول صاحبتك؟ قلت: تحب ذاك، قال: قولي له فليأت.
قالت: فجاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فملكها وقدم عبد الله بن زمعة فوجد أخته قد تزوجها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فحثا التراب على رأسه.
فلما أسلم، قال: إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أختي.
منام عجيب:
يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كانت سودة بنت زمعة تحت السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو رأت في المنام كأن النبي- صلى الله عليه وسلم- أقبل يمشي حتى وطئ عنقها.
فأخبرت زوجها بذلك، فقال لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك محمد.
ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقضّ عليها، من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال: إن صدقت رؤياك، لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك، فلم يلبث إلا قليلا حتى مات، وتزوجها رسول الله- صلى الله عليه وسلم.