مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر مشاعرك، وأحلامك، وهذا كله من حقك، ولكنني أدعوك أيضًا لتفهم الواقع، بدون احباط، ولا صراعات داخلية كالتي تعانين منها.
فإقامتك مع أسرتك، مؤقتة، طال الزمن أو قصر، فتذكري هذا ولا تفكري في الأمر وكأنه مؤبد مدى الحياة.
أما قصة الخوف من العنوسة والرغبة في الحب، فهي مشروعة وحقك، وأكاد أسمع ملايين الفتيات يرددن معك هذه الرغبات المشروعة، ولكن التفكير فيها بهذا الشكل متعب نفسيًا، ومهدر للطاقة، وجالبًا للمزيد من الاحباط، وعدم الثقة في النفس.
أغلب الفتيات تبحث عن الزواج لتسعد، والحقيقة أن السعادة لا يحققها لنا شخص، ولا حالة اجتماعية، فكثير من المتزوجات تعيسات، على سبيل المثال، والصحي أن نسعى نحن لاسعاد أنفسنا بانفسنا، وإكمال ما ينقصنا، فمن أخطر ما يمكن أن نبحث عن الاحتياج ونحن عطشى، فعندها سنرضى بأي ساقي مهما كان غير مناسب، مزيف، خاطئ، ومن ثم نكمل بقية الحياة نعاني جراء اتخاذ قرار خاطئ في وقت غير مناسب لاتخاذ قرارات.
أنت في مرحلة خطيرة، ومهمة، لبناء ذاتك، شخصيتك، نضجك النفسي، توسيع دوائر علاقاتك، حتى تحصلين على شخص مناسب بالفعل، وحب حقيقي، وعلاقة زوجية سوية، صحية.
هذا هو واجب الوقت الآن يا صديقتي..
أن تفكري في نفسك التي بين يديك، لا في الآخر المجهول..
أنت قادرة على تغيير نفسك في تعاملك مع والدك بصعوبات شخصيته، وتغيير طرق استجابتك لعصبيته، وتسلطه، بما لا يجلب لك الضرر النفسي، وغير قادرة على تغيير والدك، وهكذا.
هكذا يمكننا التعامل مع معطيات واقعنا وظروفنا بقبول لا يعني الاستسلام، وابعاد أنفسنا عن نيران الصراعات الداخلية، والشجار مع الذات، وكراهيتها، وعدم الثقة في أنفسنا.
صدقي يا صديقتي في نفسك..
صدقي أنك جميلة..
صدقي أنك تستحقين الاحترام..
صدقي أنك تستحقين الحب غير المشروط..
صدقي أنك تستحقين الاهتمام..
صدقي استحقاقك لكل خير، وتفاءلي خير..
استخدمي قوة الأفكار الايجابية لخدمتك، ومصلحتك، وبناء نفسك، وانضاجك، وزيادة وعيك، بنفسك، وبالعلاقات من حولك، والحياة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.