كشفت دراسة حديثة، أن جهاز تحفيز الدماغ قد يكون قادرًا على التنبؤ والمساعدة في منع نوبات الصرع.
قال الباحثون خلال الدراسة التي نشرتها دورية "لانسيت" المتخصصة في علم الأعصاب، إن جهاز التحفيز العصبي يهدف إلى وقف النوبات عن طريق تحفيز مناطق معينة من الدماغ عند ظهور العلامات الأولى لأحدها.
كما يمكن للجهاز أيضًا، مراقبة وتسجيل نشاط الدماغ المرتبط بالنوبات على مدى عدة أشهر، أو حتى سنوات في مرضى الصرع أثناء ممارستهم حياتهم الطبيعية، وهي نتائج قد تكون قادرة على المساعدة في "التنبؤ" بالنوبات.
اظهار أخبار متعلقة
مخاطر نوبات الصرع
قال الدكتور فيكرام راو، مؤلف الدراسة المشارك لوكالة "يو بي آي": "يعيش الأشخاص المصابون بالصرع في حالة عدم يقين دائم بشأن موعد حدوث النوبة التالية، وهو أمر مرهق ويمكن أن يحد من أنواع الأنشطة الممكنة".
وأضاف راو، طبيب الأعصاب في مركز الصرع بجامعة كاليفورنيا، إن هذه التقنية "قد تساعد في تقليل عدم اليقين المرتبط بالصرع من خلال التنبؤ بالفترات التي تكون فيها النوبات أكثر أو أقل احتمالية في الآفاق التي تسمح بتعديل السلوكيات وفقًا لذلك".
وأشار إلى أنه من المحتمل أن يسمح أيضًا بتخصيص أدوية وعلاجات أخرى بناءً على مخاطر النوبات.
والصرع هو مرض مزمن يتميز بنوبات متكررة، وهي عبارة عن طفرات قصيرة في النشاط الكهربائي في الدماغ يمكن أن تسبب تشنجات وهلوسة وفقدان للوعي.
وجهاز (NeurpPace RNS) جهاز قابل للزرع يراقب نشاط الدماغ باستخدام تقنية مخطط كهربية الدماغ المستمر.
وقال راو إن مخططات كهربية الدماغ، أو أجهزة التخطيط الكهربائي للدماغ، يمكنها قياس النشاط الكهربائي في الدماغ لاكتشاف وتجنب النوبات الوشيكة.
وذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على استخدام الجهاز في حالات الصرع في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وزُرع في حوالي 3000 مريض على المستوى الوطني منذ ذلك الوقت.
الكشف عن النوبات قبل حدوثها
في الدراسة، حلل راو وزملاؤه البيانات التي جمعها الجهاز في 175 بالغًا يعانون من الصرع البؤري المقاوم للأدوية. وكشف التحليل أن النوبات "أقل عشوائية" مما كان يعتقد سابقًا، وفقًا للباحثين.
وقال الباحثون، إن التكنولوجيا حددت الدورات الأسبوعية إلى الشهرية من "تهيج الدماغ" التي تنبأت بشكل فعال عندما كان مرضى الدراسة أكثر عرضة بنسبة 10 مرات للإصابة بنوبة تصل إلى 80 في المائة بدقة.
في بعض المرضى، يمكن الكشف عن علامات هذه الفترات من المخاطر المتزايدة قبل عدة أيام. ومع ذلك، فإن هذا الخطر المرتفع لا يعني بالضرورة حدوث نوبة صرع.
وفي حين أنه يمكن التنبؤ بالمخاطر قبل عدة أيام في 40 في المائة من المشاركين في الدراسة، إلا أن بيانات دماغ الآخرين تنبأت فقط بمخاطر اليوم التالي، بينما لم يُظهر آخرون دورات النشاط اللازمة للتنبؤات الموثوقة على الإطلاق، كما قال الباحثون.
ولا يزال سبب حدوث النوبة في لحظة معينة من الزمن غير معروف، على الرغم من ارتباطها بمحفزات معينة مثل الإجهاد أو الكحول أو فقد جرعات الدواء أو قلة النوم.
وقال راو: "حقيقة أن جهازًا موجودًا يمكنه توفير بيانات مفيدة للتنبؤ بالنوبات تشير إلى أننا قد لا نحتاج إلى الانتظار لسنوات من تطوير الجهاز قبل تقديم هذه التقنية إلى المرضى".
وأضاف: "ومع ذلك، فإن التنبؤ بالنوبات ليس جاهزًا بعد للتطبيقات السريرية في العالم الحقيقي، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات في التجارب المستقبلية قبل أن تصبح متاحة على نطاق واسع".