أنا طالبة في المرحلة الثانوية، أحببت شابًا، ووعدني بالزواج، أنا أحببته جدًا لدرجة العشق، وبالتالي فعلت معه أشياء محرمة، وتنازلت كثيرًا، ووصلت لحد السماح له باقامة علاقة جنسية عبر الدبر حتى لا أفقد عذريتي، لأنه هددني بأن يتركني وننفصل ولا نتزوج.

فهل الجماع في الدبر يسبب الحمل؟!

أنا أشعر بالورطة والرعب والألم .. ماذا أفعل؟

الرد:

مرحبًا بك يا صديقتي..

أنت تورطت بالفعل وأنا صدمت!

لقد كانت رسالتك صادمة يا صديقتي، فقد شعرت بالأسف، والشفقة، والتألم لمرورك بهذه الخبرة الجنسية المهينة وأنت في مثل هذا العمر.

ورطتك في هذه القفزة المروعة في العلاقة، وصراعك بين معرفتك بأن ما يحدث محرم شرعًا، وفعلك له، واستجابتك وخوفك من التهديد، ومن يحب لا يهدد، ولا يتجاوز حدود من يحب، ولا يورطه، ولا يذله، ولا يسيء إليه بأي فعل أو قول.

هذه العلاقة المحرمة، ليست يا ابنتي محرمة فحسب، بل مؤذية للغاية نفسيًا وجسديًا، وقد وقع عليك كلاهما.

هذا الشاب ليس محبًا، وليس رجلًا، وليس انسانًا أمينًا، ولا يمكن أن تكون لك معه علاقة آمنة ولا صحية، بل علاقة سامة، مهينة، مسيئة.

ما تم يا صديقتي محرم بين الأزواج، فما بالك بمن هم دون ذلك؟!

ما تم ضار نفسيًا وجسديًا!

الخوف يا ابنتي ليس من الحمل، وإنما من استمرار العلاقة مع هذا الذئب.

إن سؤالك عن امكانية حدوث حمل من جماع في الدبر مؤشر على الجهل بالمعلومات الصحيحة عن العلاقة الجنسية والحمل والولادة، وهي ثقافة عامة وجزء منها خاص ومن الضروري معرفته مع سن البلوغ، فما بالك وأنت الآن على وشك المرحلة الجامعية؟!

فالدبر  موضع مستقذر، ليس موضع وطء ولا حمل ولا ولادة!

أخشى أن تكون مصادرك لاستقاء هذه المعلومات من مصادر غير آمنة ولا صحيحة عبر الانترنت والأفلام الاباحية، وهنا مكمن خطر.

الأذى النفسي المهول الواقع عليك الآن يا ابنتي هو تصورك أن العلاقة الجنسية تعني التنازلات، واستباحة جسدك، والتفريط فيه، واعتباره "ثمن" لاستمرار علاقة عاطفية تريدينها، هذا هو الفخ يا ابنتي، الذي يعني الوقوع فيه، التعود على تقديم جسدك ثمنًا للحصول على الحب، والاهتمام، والتقدير، والعطاء، والحنان، والتنقل من أحضان شاب لآخر، وحدوث التخبط والاضطرابات النفسية، هذا هو الحصاد يا ابنتي، حصاد مر.

هذه ليست علاقة المودة والرحمة التي ذكرها الله في كتابه الكريم، ولا العلاقة التي يرتضيها بعباده.

أما الحب يا ابنتي فهو مسئولية، والتزام، وصيانة، وعفة، وأمان، لذا ليس ما بينكما حبًا أبدًا، وإنما علاقة سامة، يستغلك هذا الشاب من خلالها لمتعته فحسب.

ما ينقصك من اشباع لاحتياجاتك النفسية لا ينبغي أن يكون المصيدة التي يصيدك بها الذئاب، وماأكثرهم، ولن تعرفيهم لشدة عطشك، ونقص خبرتك في الحياة ومعرفتك بالرجال.

إنها، سكة ندامة، مظلمة، وعرة،  ففارقيها فورًا يا ابنتي وانقذي نفسك قبل فوات الأوان.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

الفوارق الاجتماعية حقيقة إنسانية ثابتة.. لكن إياك أن تشعر بالنقص أبدًا

اقرأ أيضا:

طفلتي تخاف بشدة ولا تريد الذهاب للمدرسة والابتعاد عني.. ما الحل؟