أخبار

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

ماذا فعلت بك ليلتك السوداء وبماذا نفع قرينها؟.. انظر وقارن واعرف الخير الحقيقي

"وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم".. للمؤمن حرمته فما بالك إن كان ذلك في حق رسول الله؟ (الشعراوي)

دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماء

ابنة العشرين لا ترى أن الحياة تستحق أن تعاش.. ما الحل؟

بقلم | ناهد إمام | الاحد 13 ديسمبر 2020 - 09:19 م

فاقدة للشعور بأن الحياة حلوة وتستحق أن تعاش، على الرغم من أن عمري 20 سنة .

أصبت باكتئاب حاد في الثانوية العامة، وتلقيت علاجًا عند طبيب نفسي وتعافيت، وعدت لحياتي بشكل طبيعي، ونجحت في الثانوية العامة ودخلت الجامعة، ولكنني الآن أعاني من الأرق، و فقدان شغفي، وفرحي منذ عام، إذ يغلبني الحزن معظم أوقاتي .

ليس لدي امكانية مالية للذهاب مرة أخرى للذهاب إلى  طبيب نفسي، ماذا أفعل؟


الرد:

مرحبًا بك يا صديقتي..

متعاطفة مع مشاعرك، وما تعانين منه ويزعجك، وهو بالفعل قاس ومزعج.

تفتقدين يا صديقتي الاستقرار النفسي، حالتك الطبيعية، السوية، وتستطيعين القيام بالكثير من أجل نفسك واستقرارها، وما أراه أن لديك نسبة وعي جيدة ستمكنك من فعل الكثير.

نحن جميعًا يا صديقتي نتحصل على هذا السواء والاستقرار النفسي من خلال "العلاقات"، علاقتنا بأنفسنا، وبمن حولنا من أشخاص قريبين أو بعيدين، وعلاقتنا بالكون، وعلاقتنا بالله سبحانه وبحمده.

تأخذنا وتيرنا حياتنا العصرية للأسف، بصخبها، وماديتها، ونمطها الاستهلاكي،  بعيدًا عن هذا كله، وعن التعامل الصحي مع هذه العلاقات، وبناءها، ومن ثم يهرب منا استقرارنا النفسي.

أما علاقتك مع نفسك، فأنت بحاجة لبذل جهد في التواصل الحقيقي معها، ورعايتها، والاعتناء بها، والتعاطف معها، والرفق بها، واحترامها، وتقديرها، واليقظة لناقدك الداخلي وعدم السماح بأن يعلو صوته السلبي المحبط، وحسن التعامل مع الماضي والحاضر والمستقبل، بأن تعيشي هنا والآن، وتهتمي بحاضرك، وقد تعلمت من الماضي، وترجين من الله الخير لمستقبلك، والاطمئنان إلى التعافي من أي اساءة أو خبرة سلبية مررت بها في طفولتك أو مراهقتك وأثرت على تكوين شخصيتك.

ومن صحة العلاقة مع النفس أيضًا، الانتباه للتفاعل الصحي مع منظومة القيم الخاصة بك، والاتساق معها، بما يخرجك من حلقة الدوران حول النفس إلى ما هو أوسع، وما يرتقي بها.

وعن العلاقة من الناس من حولك، أهلك، أقاربك، أصدقائك، إذ لابد أن تربطك "علاقة صحية"، بهؤلاء، فللعلاقات المستغلة، المؤذية، السامة، أثر كبير على النفس، والشخصية، وعلى العكس تمامًا تفعل  العلاقات الصحية المشبعة.

لابد أن تتواجد هذه العلاقة أو العلاقة في حياتك، فالسلامة فيها، لا في العزلة ، ولا التورط في علاقات مؤذية، سامة.

والعلاقة الصحية المشبعة هي التي تجدين فيها التجاوب، والاهتمام، والعطاء، والحب غير المشروط، والقبول.

هذا الوعي بصحة العلاقات سيمكنك من إقامة، ورعاية هذه العلاقات الصحية.

أما علاقتك بالكون من حولك، فهو أصيل، نعم، هذا التواصل والاتصال بيننا والطبيعة من حولنا، من ماء، وهواء، وشجر، وحجر وطيور، إلخ هو نوع من "التناغم" المطلوب الذي بدونه يختل التوازن والاستقرار النفسي لنا.

لذا أنت بحاجة لمراجعة علاقتك بالطبيعة من حولك، ومنح وقت لك معها، وقضاؤه في التأمل، والتفكر، ويمكنك مطالعة تمارين الاسترخاء مثلًا المتوافرة على موقع يوتيوب.

وتأتي العلاقة مع الله سبحانه وبحمده كمسك ختام، ولن أقول لك أنها وحدها كافية بدون ما سبق، ولا أن ما سبق مجدي بدونها، فكلا الأمرين خاطئ.

أنت بحاجة لمراجعة علاقتك مع الله، ومدى صحتها، التي كلما كانت مبنية على الحب، والغفران، والمعرفة، لا الرفض، والتعذيب والعقوبة، والخزي.

ومن خلال صحة العلاقة مع الله سبحانه وبحمده نحصل على "السكينة" أحد أهم ركائزالاستقرار النفسي.

هيا يا صديقتي، انطلقي لبناء ورعاية هذه العلاقات لتحصلي على استقرارك النفسي، أما فرحك، وشغفك، فسيعود إن قررت عودته، وفعلت المطلوب منك من جهد تجاه هذه العلاقات، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

 


الكلمات المفتاحية

مراهقة حياة اكتئاب تعافي علاقات صحية علاقات سامة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled فاقدة للشعور بأن الحياة حلوة وتستحق أن تعاش، على الرغم من أن عمري 20 سنة .