مناقب وفضائل العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم لا تعد ولا تحصى.
وقد كان العباس من أجمل قريش وأحسنهم سماحة وجودا ، حيث كان بيده السقاية والرفادة، وبين الناس كامل الهيبة والحضور، حيث كان بينهم كالقائم بين جلوس.
صدقته بداره لتوسيع المسجد النبوي:
قال كعب بن أبيّ: كان للعباس- رضي الله تعالى عنه- دارا، فلما أراد عمر أن يوسع المسجد طلبها من العباس، فقال: قد جعلتها صدقة مني على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عتقه للعبيد:
عن مجاهد- رضي الله تعالى عنه- قال: أعتق العباس بن عبد المطلب سبعين عبدا.
وصيته لابنه حبر الأمة:
يقول ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال لي العباس: يا بني، إن أمير المؤمنين – يعني عمر بن الخطاب- يعني يدعوك ويستشيرك فاحفظ عني ثلاث خصال: " لا يجربن عليك كذبة، ولا تفش له سرا ولا تغتابن عنده أحدا".
مكارم أخلاقه :
كان العباس- رضي الله تعالى عنه- ثوبا لفقير بني هاشم، وجفنة لجائعهم، وكان يمنع الجار ويبذل المال ويعطي من النوال.
قال ابن المسيب: كانت جفنة العباس تدور على فقراء بني هاشم، وكان يطعم الجائع، ويؤدب السفيه.
قال الزهري: هذا والله هو السؤدد، وكان عونا للمستضعفين بمكة، وكان وصولا لأرحام قريش، محسنا إليهم، وكانت الصحابة تكرمه، وتعظمه، وتقدمه وتشاوره، وتأخذ برأيه، وكان شديد الصوت.
قال الإمام النووي: كان العباس جهير الصوت يقف على جبل «سلع» فينادي في الأماكن غلمانه في آخر الليل وهم في الغابة فيسمعهم، قال: وبين سلع والغابة ثمانية أميال.
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وثلاثون حديثا اتفقا على حديث وانفرد البخاري بحديث ومسلم بثلاثة.
وفاته:
توفي- رضي الله تعالى عنه- وهو معتدل القامة، وله ثمان وثمانون سنة يوم الجمعة في الرابع عشر من رجب سنة اثنين وثلاثين من الهجرة في خلافة عثمان- رضي الله تعالى عنه- ودفن بالبقيع- رضي الله تعالى عنه-.
عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم هذا عمي، وصنو أبي، وخير عمومة العرب، اللهم أسكنه معي في البيت الأعلى» .