لم أتزوج وعمري 47 سنة ومصابة بالضغط والفيبرومالجيا، ومشكلتي هي والدي السبعيني المسن العصبي الذي يؤذيني بكلماته اللاذعة واهاناته وقسوته وبخله.
طول عمري ومن قبل وفاة أمي وأنا أعاني من علاقتي به، فكيف أتعامل معه بدون أن تزيد آلامي ومتاعبي وأستطيع رعايته ورعاية نفسي؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
رسالتك مؤلمة وأقدر تمامًا موقفك، وضغوطك يا عزيزتي وآلامك، وأعرف أن 70% من أسباب الاصابة بالفيبرومالجيا نفسي، لذا لابد أن تهموني نفسك وترفقي بها، فلكل مشكلة حل ولطف من الله بنا.
من حقك بالطبع الحصول على معاملة طيبة من والديك، وفي حالتك "والدك"، ليس بها إهانة أو إساءة أو أذى.
وأقدر معاناتك طول عمرك كما ذكرت من عدم توافر هذا كله.
لذا أتفهم غضبك، ورفضك، وهو حقك، ولكن هذا الغضب والرفض يحتاج إلى تعامل صحي.
وهذا التعامل الصحي لكي يحدث يحتاج منك الأمر لـ"قبول"، فالقبول مهم وهو لا يعني الاستسلام، لابد من قبول وضعك، وقبول وجود علاقة مؤذية منذ القدم مع والدك، وقبول الألم المتخلف عن هذا كله، وقبول أيضًا أن والدك المسن هذا الآن رجل مهما فعل هو انسان ضعيف، أيام عمره أصبحت معدودة، وأنه ربما يشعر بهذا، ولأنه صاحب خبرات وأفكار وحياة خاصة به ربما بها قسوة وصعوبات، فهو منها وعبرها يستقي أفكاره التي يعيش وفقها الآن وكذلك مشاعره، وتصرفاته.
ربما لا يتغير والدك، أو يتغير فيما بقي من عمره، وهذا ليس بملكك منه شيء.
ما هو بملكك وبإمكانك هو أن تتغيري أنت في استقبال انفعالاته، تصرفاته، بحيث تتقين عصبيته وأذاه، وتنقذين نفسك من المتاعب الجسدية والنفسية.
لا تكتمي غضبك ولكن إلى جوار التعبير عنه التمسي له عذر السن والمرض والضعف واقتراب الموت، فسيخفف هذا من وطأة الأمر عليك وهكذا.
ارفضي الأذى ولكن بحيلة وذكاء وتغابي وتجاهل وتغافل، ولا تدققي معه نهائيًا ولا تركزي على كلماته وتصرفاته، وهكذا حتى تجتازين الأمر.
جربي يا صديقتي وصاحبيه في الدنيا معروفًا والتمسي من الله الأجر والثواب، ولا تجعلي جل حياتك في البيت، والرعاية، والخدمة، بل اجعلي لك عوالم كثيرة مختلفة تريحك، وتحسن مزاجك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟