أنا أم عمري 42 سنة، ومشكلتي أن ابني المراهق جاف، أنا أحب احتضانه، والطبطبة عليه، وأحب أن يبادلني هذا وهو ينفر بشدة، ويحتضنني لارضائي فقط وعن بعد وبشكل خاطف.
والده هكذا، وعلاقتي به متوترة، فهل كتب عليّ أن أعاني هكذا مع زوجي وابني، وكنت أتمنى أن يعوضني حضن ابني عن أبوه القاسي؟!
أنا متألمة لذلك، فهو عمره 16 سنة، ولا أدري لم يفعل هذا معي؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
لاشك أنها مواقف مؤلمة، تتعرضين لها في علاقتك مع ابنك.
فاشباع الاحتياجات النفسية من قبول وحب واحترام وتقدير واهتمام وعطاء ، إلخ، هو طلب ملح داخل كل انسان، مهما كان عمره.
وفي مرحلة الطفولة تكون الأسرة، وعلى الأخص الوالدين هم المسئولين عن هذا الاشباع لأولادهم، وتنتقل المسئولية للأصدقاء في مرحلة المراهقة، وعند الزواج ودخول هذه المرحلة والعلاقة الزوجية يصبح الاشباع مسئولية كل شريك تجاه شريكه.
وفي كل مرحلة يتميز اشباع كل احتياج بصاحبه، بمعنى أن الأب يختلف في اشباعه للحب عن الابن والزوج ، ونفسيًا ليس صحيًا أن تبديل الأدوار، فلأنني مثلًا لم يشبع والدي احتياجاتي النفسية أطلب من ابني التعويض!
لذا، ربما يكون هذا ما يحدث من قبلك مع ابنك وبالتالي لا يجد الأمر لديه قبول.
اللمس الحنون، والطبطبة، والاحتضان، منك لابنك مهم، ومنه لك مهم، لكن كـ "ابن" وفقط، ولكن شعورك بكل هذا العطش وطلب ريه كله منه بسبب قسوة أبيه وضع خاطئ.
كل ما هو مطلوب منك يا عزيزتي هو هذا الفصل بين الأدوار، وعدم ظلم أنفسنا بتحميل لا يجب على أبنائنا، لذا لابد من اصلاح علاقتك بوالده، فهو مصدر الاشباع الاساسي لك، وإن لم يحدث يمكنك اللجؤ لمستشار نفسي للعلاقات الزوجية، حتى يحدث الاتزان بدون تشوهات للعلاقات والشخصيات.
ودمت بخير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟