الوصول إلي الهمة التي كان عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر تهفو إليه نفوس ملايين المسلمين في مشارق الأرض لما لهذه الهمة من مكانة عظيمة يحصل بها العبد المسلم علي درجات عالية ورضا الله تعالي كون يتأسي علي سنة حبيبه النبي ويسير علي نهجه وليست هناك أمريسعي إليه المسلم بقدر اتباع الهادي البشير صلي الله عليه وسلم .
للوصول إلي هذه المكانة العالية علي المسلم بحسب الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء حيث تطرق الي هذا الأمر المهم من خلال منشور له علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " إذأكد أن الوصول إلى الهمة التي كان عليها رسول الله ﷺ ؟ يحدث عبر متابعة النبي ﷺ بداية من فرائض الإسلام بيسر ومن غير تكلف، فنبدأ بإتقان الوضوء، رغبة في ثواب إسباغه وخاصة في الشتاء وخاصة لصلاة الفجر، وخاصة في الجماعة ففي هذا الأمر من المجاهدة والهمة ما فيه وتتولد الطاقات وتتفجر بإكراه النفس على ذلك.
الدكتور علي جمعة أشار إلي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم يعلمنا في الصوم الصبر وحبس النفس والتهيؤ للطاعة الشاملة لله سبحانه وتعالى في كل أوامره ونواهيه وبل أن هناك إرشادا نبويا لطيفا في تربية الإنسان لنفسه، وهو تلبس الظاهر بالخلق الذي لم يتمكن منه الباطن، فمن كان يشكو من قلة الإخلاص فيفعل بظاهره ما فيه الإخلاص فإنه ينعكس على الباطن، وإن لم يتمكن من العفو عن أحد بقلبه، فليعفو بلسانه فذلك يهيئ القلب للعفو،.
ورسول الله صلي الله عليه وسلم تحدث بحسب جمعة عن مرتبة الإحسان قائلا : «أن تعبد الله كأنك تراه» ثم يعقبها فيقول : «فإن لم تكن تراه فهو يراك»، ويقول : «إذا قرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا» لأنك عندما تتباكى وليس هناك بكاء في عينيك يؤثر هذا في نفسك من الداخل ويربيها حتى تصل إلى البكاء، ويقول : «التبسم في وجه أخيك صدقة» حتى ولو كان قلبك لا يتبسم له، فإن هذا التبسم سوف يستدرجك من هذه الحالة التي تأبى فيها النفس وترفض فيها الخير والثواب.
المفتي السابق لجمهورية مصر العربية رأي أن المؤمن أثناء ملاحظته لنفسه وتربيته لها إن لم يقدر على فعل شيء تركه وجاوزه إلى ما استطاع فعله، وعليه ألا يترك الخير، فإن رفض القلب فعلها يفعلها كما بينا ذلك.الدكتور جمعة أشار صحابة النبي رضوان الله عليهم ومن بعدهم ادركوا أهمية ما يصدر عن النبي ﷺ من أقوال وأفعال وحركات وسكنات وقاموا بتسجيلها لحفظ ذلك الدين الخاتمفرسول الله ﷺ هو النبي الوحيد، بل الإنسان الوحيد الذي حفظت سيرته وأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته في اليقظة والمنام بهذا الشكل، فلم يهتم أحد بحفظ سيرة أحد على الأرض على مر التاريخ على هذا النحو، واهتم المسلمون بنقل كل شيء عن رسول الله ﷺ ، أنشئوا العلوم لحفظ سيرته وسنته.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبيندلل علي ادرك الصحابة هذا الفضل العظيم بشكل مبكر في صدر الإسلام ، فابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يتحرى الليلة التي يأتي فيها النبي ﷺ إلى خالته ميمونة ـ إحدى زوجاته رضي الله عنها ـ ويبيت عند خالته حتى يراقب النبي ﷺ في أكله ونومه وعبادته، ويتمثل به كما روى ذلك مسلم في صحيحه وغيره.