مرحبًا بك يا عزيزتي..
لقد توقفت كثيرًا عند مصطلحاتك "كعبتي"، " لا أستطيع الاستغناء عنه"، "لا أحب الابتعاد عنه"!!
ووصفك لهذا كله بـ "الحب"، واستنكارك ألا يعتبر حبًا!!
نعم، هذا ليس حبًا.
الحب يا ابنتي ليس سجنًا، وما وصفته هو السجن !!
الحب يا ابنتي علاقة مريحة، لا خانقة، علاقة تحترم الذات والآخر، حدوده، راحته، خصوصيته، رغباته، مساحاته.
الحب يا ابنتي لا يقتل بقية العلاقات في حياة الشريكين، ولا يختزل المساحات في مساحته هو فقط.
الحب يا ابنتي ليس أنانية، ولا لامبالاة.
وهو ليس العلاقة التي تجعل أحد طرفيها مصدر الاحترام والسعادة والاهتمام والعطاء الوحيد للطرف الآخر.
إن الاستغناء بالحبيب عن العالم، والكون، والناس، والحياة كلها، ليس حبًا بل علاقة مرضية، وصفها الدكتور محمد طه أستاذ الطب النفسي بأنها "علاقة خطرة"، وهي "علاقة الحب السري"، تمامًا كما علاقة الجنين بأمه.
فهل هذه علاقة تصلح لشخصين، بالغين، عاقلين، راشدين ؟!
أنت لست جنينًا يا ابنتي، وحبيبك ليس مصدرك الوحيد للبقاء على قيد الحياة، بل تستطيعين العيش بدونه، والبقاء، والاستمرار في الحياة، سواء أردت أن تظل علاقتكما، أو لو قدر الله لها عدم الاستمرار.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟حل مشكلتك هو أن تتخلصي من الفكرة الخاطئة لديك عن الحب أنه هكذا، فهذا قاتل الحب لو صح أن هناك حبًا بالفعل.
الحل أن تحبي خطيبك بشكل صحي، وأن تدعي هذا الحب يتنفس، وهذا لن يحدث بدون وعي، ونضج، وكبران نفسي.
خطيبك وزوجك وأي شخص في العالم من حولك لا يجب أن يكون لك "كعبة" تدورين حولها، بلا اهتمامات، ولا مساحات خاصة، ولا علاقات، ولا مهام، ولا أدوار، فهذا محض هراء، وتدمير لنفسك، وعلاقتك بهذا الشخص.
افطمي نفسك يا ابنتي لتسعدي مع خطيبك، زوج المستقبل.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟