مرحبًا بك يا ابنتي..
أشعر بالتعاطف معك يا ابنتي، فنحن في أغلبية أسرنا ومجتمعاتنا ننشأ بشكل متطلب، مثالي، يهوى اطلاق الأحكام على الناس، وعلى النفس، وهذه كلها سجون يا ابنتي، سجون نفسية، تحبس أنفسنا وأنفاسنا.
ما حدث معك هو نوع من هذا، والتحرر منه هو الحل، التحرر من مشاعر الخوف من أحكام الناس عليك، التحرر من المثالية والملائكية، فالانسان مخلوق يخطئ هكذا خلقه الله، ينسى، ويخطئ، فيتعلم، والتصرف عكس الخلقة يتعب النفس بلاشك، وهذا ما نفعله بأنفسنا ويفعله بنا من حولنا، "التعب النفسي".
أنت محتاجة لقبول نفسك كما هي، بميزاتها وعيوبها، نجاحاتها وفشلها، وقبول الحياة أيضًا كما هي، هي الحياة الدنيا لا الجنة، إدراك وقبول الواقع لا المثال أو الخيال أو التصورات غير الحقيقة أحد أجزاء الحل المهمة.
أما صفحات ماضينا يا ابنتي سواء كانت طفولة أو غيره فنحن نفتحها لنتعلم، لا لنجلد ذاتنا ونعطل أنفسنا، ونظل محبوسين في مشاعر الذنب.
تحررك من كل هذه المشاعر السلبية، وأحكام الناس، واهتمامك وترقبك لها ، وحكمك أنت نفسك على نفسك، وقبولك لذاتك، وحبها، هو الحل الذي سيصنع منك نسختك الأفضل، الشجاعة، التي يمكنها أن تمضي في طريقها في الحياة بمسئولية ونضج.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.