توصلت دراسة حديثة إلى أن الآسيويين المصابين بـ كوفيد – 19 أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية.

وجد الباحثون أن الأشخاص من أصول آسيوية يشكلون ضعف عدد مرضى السكتة الدماغية بين مجموعة مصابة بفيروس كورونا مقارنة بمجموعة لا تعاني منه.

وفي حين أن سبعة في المائة فقط من ضحايا السكتة الدماغية في مجموعة المرضى غير المصابين بكوفيد كانوا من أصل آسيوي، فقد قفز الرقم إلى 19 في المائة بين الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا. وكانت هذه زيادة أكبر من أي مجموعة عرقية أخرى.

على الرغم من اعتراف العلماء بأن هذا قد يكون جزئيًا لأن الآسيويين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروس في المقام الأول، إلا أنهم قالوا إنه من غير المرجح أن يكون هذا هو التفسير الوحيد.

وقارنوا النتيجة بنتيجة الأشخاص السود من أصل أفريقي وكاريبي، الذين يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بـ كوفيد – 19 في إنجلترا لكنهم لم يعانوا من نفس الزيادة في السكتات الدماغية.

اظهار أخبار متعلقة

السكتات الدماغية جراء كوفيد – 19 "قاتلة"

وقال الخبراء إن تفسير النتائج "صعب"، فيما يعتقدون أن فيروس كورونا يثخن الدم، مما يسهل التجلط ويسبب السكتة الدماغية، وقد تلعب استجابة الجسم الالتهابية دورًا أيضًا.

والسكتات الدماغية جراء كوفيد – 19 قاتلة بحوالي ضعف السكتات الدماغية المعتادة، كما أظهرت هذه الدراسة وغيرها من قبل.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور ريتشارد بيري، من المستشفى الوطني لطب الأعصاب وجراحة الأعصاب في كوين سكوير بلندن: "تشير دراستنا إلى أن كوفيد – 19 كان له تأثير أكبر على السكتات الدماغية في المجتمع الآسيوي أكثر من المجموعات العرقية الأخرى".

وأضاف: "لا يمكننا القول من بياناتنا ما إذا كان هذا بسبب احتمال إصابة الآسيويين بـ كوفيد – 19، لكن يبدو من غير المحتمل أن يكون هذا هو التفسير الوحيد".

وتشير الأدلة من الصحة العامة في إنجلترا إلى أن الأشخاص من أصل أفريقي وكاريبي في المملكة المتحدة هم الأكثر عرضة للإصابة بـ كوفيد – 19، في حين أن الأشخاص المنحدرين من أصل آسيوي لديهم مخاطر أعلى بشكل هامشي فقط من الأشخاص البيض.

وتابع بيري: "لذلك نشك في أن الآسيويين الذين يصابون بـ كوفيد – 19 قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية المرتبطة بـ كوفيد – 19 أكثر من المجموعات العرقية الأخرى".

ووجد تقرير الصحة العامة في إنجلترا، الذي غطى الفترة من مارس إلى مايو تماشيًا مع هذه الدراسة، زيادة طفيفة فقط في تشخيص كوفيد -19 لدى الأشخاص الآسيويين مقارنة بالبيض.

ولكن منذ تقدم الوباء، وجدت المزيد من الأبحاث عكس ذلك.

الآسيويون أكثر عرضة للإصابة بكورونا 5 مرات 

وجد مخطط مراقبة تديره الحكومة، من قبل مكتب الإحصاءات الوطنية، أن الآسيويين أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا بما يصل إلى خمسة أضعاف من الأشخاص البيض.

وجاء النشر في أغسطس بعد أن وجدت ورقة نشرتها الصحة العامة في إنجلترا في يونيو، أن البريطانيين من السود والآسيويين والأقليات العرقية لديهم خطر أعلى بشكل ملحوظ للوفاة إذا أصيبوا بـ كوفيد – 19، مع تعرض البريطانيين من أصل بنجلاديشي لخطر الإصابة بحوالي الضعف.

وقال الدكتور بيري إن النتائج مختلفة على الأرجح لأن الدراسات الأخيرة تضمنت حاملات "صامتة" كورونا، وليس فقط المصابين بأعراض كوفيد -19

وأضاف لموقع "ديلي ميل": "أعتقد أن (الخطر الأكبر للإصابة بسكتة دماغية لدى الآسيويين جراء كوفيد -19) يرجع جزئيًا إلى خطر أكبر للإصابة بالعدوى بين الآسيويين (مقارنة بالأشخاص البيض). يكاد يكون من المحتم، بالنظر إلى أن هذا ما أظهرته البيانات الأخرى".

وتابع: "لكنني أظن أنه قد يكون هناك عامل إضافي. تفسير البيانات العرقية أمر صعب".

حدد الخبراء في السابق عدة أسباب وراء احتمال إصابة الأقليات العرقية بمرض شديد أو الوفاة بسبب الفيروس، معترفين بأنه من المحتمل أن يكون مزيجًا من العديد.

وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة به في البداية لأنهم غالبًا ما يعملون في وظائف رئيسية للعمال، حيث يتعرضون للفيروس في كثير من الأحيان، ومن المرجح أن يتأثروا بالفقر ويعيشون في مساكن مزدحمة.

جمع زملاء الدكتور بيري في مستشفى السكتة الدماغية، التابعة لجامعة كوليدج لندن، بيانات لمرضى السكتة الدماغية الذين تم إدخالهم إلى 13 مستشفى بين مارس ويوليو من هذا العام، خلال الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا.

خلال هذه الفترة، كانت هناك 86 سكتة دماغية بين المرضى الذين لديهم اختبار كوفيد – 19 إيجابي. وتمت مقارنة هذه بـ 1،384 سكتة دماغية بين المرضى الذين تم إدخالهم خلال نفس الفترة الزمنية ولكن لم تثبت إصابتهم بفيروس كورونا

وهناك أكثر من 100 ألف سكتة دماغية في جميع أنحاء المملكة المتحدة كل عام ، وهي رابع أكبر سبب للوفاة. وجدت المقارنة أن الآسيويين يشكلون نسبة أكبر من مرضى السكتة الدماغية كوفيد – 19 مقارنة بمجموعة السكتات الدماغية العامة.

في الوقت نفسه، تقلصت نسب المجموعات العرقية الأخرى الممثلة في مجموعة كوفيد. شكل البيض 70 في المائة من مجموعة فيروسات التاجية، مقارنة بـ 84 في المائة من المجموعة غير المصابة.

قال الباحثون إن السود كانوا أكثر عرضة للإصابة بفيروس (10.1 في المائة بـ كوفيد – 19 مقابل 8 في المائة) ، لكن هذا لم يكن فرقًا "مهمًا".

وتم أخذ جميع المشاركين من نفس المنطقة لذلك لم يكن من المتوقع أن يكون الاختلاف العرقي مختلفًا بشكل ملحوظ عبر المجموعات.

ولم تفرق الدراسة بين الأشخاص من أجزاء مختلفة من آسيا - على سبيل المثال شرق آسيا حول الصين أو جنوب آسيا المحيطة بالهند أو الشرق الأوسط.

لم يشارك الدكتور ديفيد سترين ، المحاضر في كلية الطب بجامعة إكستر ، في الدراسة، لكنه قال: "من الثابت أن الناس من أصول جنوب آسيوية يصابون بالسكتة الدماغية قبل 10 سنوات تقريبًا من نظرائهم من أصل أوروبي. وغالبًا ما يوصف هذا بأنه نتيجة الشيخوخة المبكرة للأوعية الدموية والاستعداد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني".

ومات حوالي 20 في المائة من مرضى السكتة الدماغية الإقفارية بـ كوفيد -19، مقارنة بـ 10 في المائة في المجموعة الضابطة، وحتى في حال تعافيهم، فإنهم يعانون من إعاقة أكثر حدة عند الخروج.

ويمكن أن تسبب السكتة الدماغية مشاكل طويلة الأمد في العديد من المجالات، بما في ذلك التواصل، مع صعوبات في التحدث والكتابة والحركة، مما يؤدي أحيانًا إلى الشلل أو مشاكل التوازن.


وجد الأكاديميون أن واحدًا على الأقل من كل 100 مريض بفيروس كوفيد -19 يدخلون المستشفى سيعاني من سكتة دماغية بعد تحليل 61 دراسة تغطي أكثر من 100 ألف مريض تم إدخالهم إلى المستشفى مصابين بفيروس كورونا.

وخلص الفريق أيضًا إلى أن السكتات الدماغية لـ كوفيد – 19 كانت أكثر فتكًا، وأن اعتلال الصحة الكامن ، مثل الذي يسببه ارتفاع ضغط الدم والسكري ، كان عامل خطر للسكتات الدماغية المرتبطة بفيروس كورونا.

وقدم الباحثون عدة آليات محتملة لسبب تسبب فيروس كورونا، الذي كان يُعتقد أنه مرض تنفسي بحت ، في حدوث السكتات الدماغية.

وقد تكون إحدى الآليات هي أن الفيروس يتسبب في استجابة التهابية تسبب سماكة الدم ، مما يزيد من خطر الإصابة بالتجلط والسكتة الدماغية.