توصلت دراسة حديثة إلى أن مخاطر وفاة مرضى السرطان تزداد بنسبة تصل إلى 10 في المائة عن كل شهر يتأخر علاجهم.

وحذرت الدراسة من أن الانقطاع المدمر لخدمات السرطان أثناء تفشي جائحة كورونا سيكلف آلاف الأرواح.

وتظهر الأبحاث أن حوالي 33000 مصاب بالسرطان في المملكة المتحدة يواجهون تأخيرًا في بدء العلاج.

وحذرت الدراسة التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية، واستخدمت بيانات 1.2 مليون مريض في جميع أنحاء العالم من أن تأجيل العلاج لمدة شهر واحد فقط يزيد خطر الوفاة بنحو 10 في المائة.

وأشارت إلى تدهور فرص البقاء على قيد الحياة نتيجة تأجيل إرجاع العلاجات الأطول مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.

على سبيل المثال، وجدت الدراسة أن التأخير لمدة شهرين في جراحة سرطان الثدي يزيد من خطر الوفاة بنسبة 17 في المائة، في حين أن الانتظار لمدة ثلاثة أشهر يزيد من المخاطر بنسبة 26 في المائة.

وخلال الإغلاق الأول في بريطانيا، تم إلغاء أو تأجيل علاج السرطان لعشرات الآلاف بمستشفيات هيئة الرعاية الصحية، فيما يحذر الخبراء من أن المرضى لا يمكنهم تحمل المزيد من التأخير أثناء الإغلاق الجديد.

ووجدت الدراسة، أنه لا يوجد مقدار "آمن" من الوقت الذي يمكن تأجيل العلاج خلاله، ومن الضروري بدء العلاج في أقرب وقت ممكن بعد التشخيص، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل".

وقدرت أيضًا أنه سيكون هناك حوالي 1400 حالة وفاة زائدة بسرطان الثدي في المملكة المتحدة، نتيجة التأخير لمدة 12 أسبوعًا للمرضى الذين يحتاجون إلى جراحة في الإغلاق.

اظهار أخبار متعلقة

تأجيل العلاج يزيد من مخاطر الوفاة 

ويعد البحث، الذي أجري بقيادة كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، هو أول دراسة رئيسية لتحليل التأثير الدقيق للتأخير على فرص النجاة من السرطان، وشمل مرضى يعانون من سبعة أشكال من السرطان - المثانة والثدي والقولون والمستقيم والرئة وعنق الرحم والرأس والعنق.

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور تيموثي حنا: "إن التأخير لمدة أربعة أسابيع في العلاج مرتبط بزيادة معدل الوفيات عبر جميع الأشكال الشائعة لعلاج السرطان ، مع زيادة التأخير في التأخير".

وتتبع الدراسة بحثًا يشير إلى أن 50000 شخص في المملكة المتحدة يعانون من سرطان غير مشخص نتيجة لاضطرابات كوفيد. ويعتقد الخبراء أن الأمر قد يستغرق ما يقرب من عامين للتعافي.

وقالت سارة بينبريدج، من منظمة Macmillan Cancer Support الخيرية البريطانية: "يجب أن تكون هذه النتائج بمثابة تذكير صارخ وفي الوقت المناسب بالأهمية الحاسمة لحماية خدمات السرطان مع دخول الموجة الثانية من فيروس كورونا".

ومن بين أولئك الذين أصيبوا بالتأخير في رعاية مرضى السرطان، عاملة الإسعاف كيلي شييرز.

كان من المقرر أن تخضع المرأة البالغة من العمر 49 عامًا، والتي تغلبت على سرطان الثدي قبل خمس سنوات، لفحص الماموجرام الروتيني في أبريل، لكن تم إلغاؤه.

في الأسبوع الماضي، بعد سبعة أشهر، اكتشفت أن السرطان قد عاد، وانتشر أيضًا إلى أجزاء أخرى من جسدها. ومن المقرر أن تخضع الآن للعلاج الكيميائي لمدة تصل إلى ثمانية أشهر، على الرغم من أن الأطباء يخشون أن عظام ساقها اليسرى قد لا يتم إنقاذها بعد انتشار السرطان فيها.

قالت شييرز: "التعامل مع سرطان الثدي شيء، لكن معرفة أنه إذا تم إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية، فلن أنظر إلى ورم يبلغ ارتفاعه 2 سم والعلاج الكيميائي".