مرحبًا بك يا صديقتي..
أتفهم موقفك وأقدر مشاعرك تمامًا، وأدرك أن والدتك لم ولا تحسن الكلام ولا التعامل ولا التفاهم معك بشأن الزواج، وأنها ربما تتكلم وتتصرف بمشاعرها لا عقلها، ربما لغلبة مشاعر الأمومة، والخوف، والحرص عليك، لكنها ومؤكدًا لا تقصد "تدميرك" كما ذكرت، هي تتصرف فقط بشكل خاطئ، نعم، هذا غير جيد، وغير مطلوب، ولا صحي، لكن التعامل هنا لتستريحي يا ابنتي هو أن تتفهمي أنت موقفها، وتعامليها على هذا الأساس.
اعرف أن الأمر صعب، لكن هذا هو الواقع، الأصح والأفضل أن تتفهمك والدتك، وأن تتعامل بلطف خاصة مع أمر الزوج في مرحلتك هذه، وأن تصاحبك ولا تخسر علاقتك بها لأي سبب، وأن تتفهم مشاعرك، وتتصرف إزاء هذا بحكمة ونضج ووعي، ولكن "ابتلاؤك" هو أنها ليست هكذا وللأسف، وهنا وحتى لا تتأزمي، لابد أن تأخذي أنت دور المتفهم، الأكثر وعيًا، وأنت من خلال رسالتك هكذا كما فهمت.
أمر الزواج يا ابنتي رزق، ونحن مع الرزق نأخذ بالأسباب ثم نتوكل على الله في النتائج، ثم نرضى بها أيًا كانت، لذا وسعي دائرة معارفك، أصدقاءك، وشاركي في العديد من الأنشطة، والمحافل، والمنتديات التي تناسب تخصصك الدراسي، المهني، شغفك وهوايتك، وإياك أن تنعزلي في البيت، أو غرفتك، فالتعارف مع الناس، من يمكن أن يتواجد شريك الحياة المستقبلي بينهم ، لا يحدث بالانعزال والابتعاد.
لذا، لا أوافقك على رفض العرسان بحجة أنهم "زواج صالونات"، ارفضي لأنه "غير مناسب"، " لا يوجد قبول"، ولكن لا ترفضي "الطريقة"، فكل الطرق مباحة، ومتاحة، ومحببة، مادامت تحدث بشكل طيب ، مقبول، متعارف عليه، وليس هناك قاعدة تقول أن زيجات الصالونات فاشلة مثلًا، فأي زواج من الممكن أن يفشل أيًا كانت الطريقة بسبب سوء الاختيار.
لذا، ركزي على معاييرك للاختيار للزوج القادم، أيقني أنه قادم، لا تحدثي نفسك بلغة اليأس، فالمؤمنة لا تيأس، تفاءلي لنفسك بالخير، فأنت تستحقين، ولا تخاطبي نفسك أبدًا على أنها لا تستحق، وليست جميلة، فكل هذا غير حقيقي، ولا جيد، ولا مطلوب بالمرة.
وأخيرًا، اعتن بنفسك، وارفقي بها يا ابنتي ، وأحسني لوالدتك مهما تلفظت وفعلت، كما ذكرت لك سابقًا، طمئنيها عليك بحديث الواثقة بربها، وبنفسها، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟