توصلت دراسة حديثة إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب الدماغ بالشيخوحة عشر سنوات، أو يتسبب في انخفاض معدل الذكاء.

وحذر الباحثون من أن الناجين من أسوأ حالات الفيروس قد يتعرضون لخطر الإصابة بضرر عقلي دائم، وهو ما يعادل انخفاضًا قدره 8.5 نقطة في معدل الذكاء، أو شيخوخة الدماغ لمدة عشر سنوات.

وجاء ذلك من خلال مراقبة المصابين بفيروس كورونا حتى بعد شهور من التعافي من كوفيد – 19.

إذ تحدث البعض عن فقدان القدرة على تذكر الحقائق اليومية، أو إجراء محادثة، ما أثار مخاوف من أن المرض يمكن أن يكون له تأثيرات معرفية طويلة المدى، بطريقة مماثلة للتأثيرات الدائمة للسكتات الدماغية أو النزيف الميكروبي على الدماغ.

وقالت الدراسة - التي أجراها فريق من الباحثين من كلية "إمبريال كوليدج لندن" - إن كوفيد يمكن أن يكون له "عواقب معرفية مزمنة" حقيقية، حسبما نقلت صحيفة "ديلي ميل".

اظهار أخبار متعلقة

أضرار متفاوتة على المخ 

وقام الباحثون بتحليل إجابات الاستبيان لما يقرب من 85 ألف شخص تعافوا من كوفيد – 19 المؤكدة أو المشتبه بها. واكتشفوا أن الضرر الذي لحق بالمخ حدث بمستويات متفاوتة اعتمادًا على مدى شدة المرض.

ومن بين الذين شاركوا، تم وضع 60 من المصابين بفيروس كوفيد على جهاز التنفس الصناعي، ونقل 147 إلى المستشفى بدون جهاز التنفس الصناعي، وتم رعاية 176 في المنزل بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، وعانى 3466 من صعوبة التنفس لكن لم يتلقوا رعاية طبية. وقال 9201 إنهم تعرضوا للإصابة لكن بدون صعوبة في التنفس على الإطلاق.

وسجل الذين كانوا في العناية المركزة أو الذين يحتاجون إلى التنفس الصناعي، انخفاضًا يعادل 8.5 نقطة في معدل الذكاء لديهم.

ويحذر الباحثون من أن هذا يعد انخفاضًا كبيرًا بما يكفي بحيث يلاحظ الفرد تأثيرًا على حياته اليومية ووظيفته.

قال المؤلف الرئيسي آدم هامبشاير، من "إمبريال كوليدج لندن"، إن النتائج "الصادمة" لا تنطبق فقط على المرضى الذين انتهى بهم المطاف في المستشفى، إذ أن "بعض الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس ولكن لم يواجهوا صعوبات في التنفس سجلوا أيضًا بعض التدهور المعرفي بعد تعافيهمط.

والذين تعافوا في المنزل عانوا من انخفاض في معدل الذكاء بمقدار أربع نقاط أو ما يعادل الشيخوخة خمس سنوات.

وأشار الباحثون إلى أن الاختلافات في العوامل الأخرى - بما في ذلك العمر أو الظروف الصحية الأساسية أو التعليم - لا يمكن أن تفسر العجز.

ووجد الفريق، الذي ضم علماء من جامعات كامبريدج، وشيكاغو، وكينجز كوليدج لندن، أن المتعافي من فيروس كورونا سجلوا نتائج سيئة في اختبارات التوجيه المكاني ومعالجة المشاعر والحفاظ على الانتباه.

وكانوا قادرين على مقارنة نتائج الاختبار بأوقات ما قبل كوفيد – 19 لأن 85 ألف شخص في العينة قد أجابوا بالفعل على الأسئلة كجزء من اختبار الذكاء البريطاني العظيم، مما يوفر معيارًا لمعدل الذكاء قبل الوباء.

وتقول الدراسة إن النتائج يجب أن تكون بمثابة "دعوة توضيحية" لمزيد من الدراسات حول كيفية تأثير فيروس كورونا على الدماغ.

وأشار الباحثون إلى أن نتائج الدراسة - التي لم تتم مراجعتها بعد - تدعم المخاوف من أن "هناك عواقب معرفية مزمنة للإصابة بـ كوفيد -19".

وقالوا: "الأفراد الذين تعافوا من كوفيد – 19 المشتبه به أو المؤكدة يكون أداءهم أسوأ في الاختبارات المعرفية في مجالات متعددة مما هو متوقع، بالنظر إلى أعمارهم التفصيلية وملفاتهم الديموغرافية".

وأضافوا: "هذا العجز يتفاقم مع شدة الأعراض وهو واضح بين أولئك الذين لم يتلقوا العلاج في المستشفى".

وأشار الباحثون إلى أن أي وقت يقضيه في العناية المركزة أو جهاز التنفس الصناعي لأي مرض سيكون له تأثير على الوظيفة الإدراكية.

وأجريت الدراسة الأولية في مايو، وقال المؤلفون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد المدة التي يستمر فيها "ضباب الدماغ" المرتبط بـ كوفيد – 19.