يتيح اختبار "إسفنجة على خيط"، الكشف المبكر عن الإصابة بسرطان المريء، مما يسمح للأطباء باتخاذ خطوات للوقاية منه.
الإجراء الذي يستغرق دقيقة واحدة، والذي يمكن أن يقوم به الطبيب العام أو الممرضة، يتضمن ابتلاع حبة تحتوي على مادة تشبه الإسفنج متصلة بقطعة من الخيط.
بمجرد دخول المعدة، تذوب الحبة وتتوسع الإسفنجة بداخلها، وعندما يتم سحبها، فإنها تزيل الخلايا التي تبطن المريء برفق، ثم يتم اختبار الخلايا من أجل التغيرات السابقة للسرطان.
وهو يوفر بديلاً للمنظار الداخلي، حيث يتم تمرير أنبوب وكاميرا إلى أسفل الحلق تحت التخدير الموضعي، في مستشفى أو وحدة متخصصة، وهو إجراء غير مريح.
يمكن أن يساعد الإسفنج الخلوي في اكتشاف الإصابة بسرطان المريء في مراحله الأولى أو قبل أن يبدأ، مما يحسن بشكل كبير احتمالات البقاء على قيد الحياة.
اقرأ أيضا:
انتبه لهذه العادات الخطيرة.. زجاجات المياه تحتوي على جراثيم أكثر من مقاعد المراحيضخلال التجارب الأولية، التقط الاختبار سرطانًا في مراحله المبكرة لدى ليز تشيبشيس (72 عامًا)، التي قالت: "لقد أنقذت حياتي".
في الوقت الحالي، يتم تشخيص حوالي 9200 بريطاني سنويًا بالمرض، ولا يعيش سوى 12 في المائة أكثر من عقد من التشخيص.
ويقتل السرطان أكثر من 7 آلاف شخص كل عام. على الرغم من أن العمر هو عامل الخطر الرئيسي، ويقال إن العديد من الحالات يمكن الوقاية منها لأنها مرتبطة بالتدخين والكحول والسمنة.
وهناك حالة تعرف باسم مريء باريت - وهي تغيرات ما قبل سرطانية في الخلايا التي تبطن الجزء السفلي من المريء - تزيد أيضًا من خطر الإصابة.
ويُعتقد أن حوالي أربعة ملايين بريطاني يعانون من مرض باريت، على الرغم من أن الكثيرين ليسوا على علم به، ويمكن أن يصاب واحد من كل عشرة بسرطان المريء، كما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".
ويُعتقد أنه ناتج عن ارتداد الحمض، حيث يتسرب الحمض إلى المريء من المعدة. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيير الخلايا التي تبطن المريء.
في حين أن التغيرات الخلوية في "باريت" نفسها لا تسبب أعراضًا، فإن ارتجاع الحمض يسبب في المقام الأول حرقة في المعدة أو ألم في الصدر، وأيضًا طعمًا غير جيد في الفم، وسعالًا مستمرًا، خاصة في الليل، ومشاكل في البلع، والغثيان والقيء، ويسبب سرطان المريء مشاكل مماثلة.
يجب أن تستدعي هذه الأعراض الإحالة لمزيد من التحقيقات التي في السابق كانت تشمل المنظار الداخلي.
ويقول الخبراء إن الاختبار يقدم بديلاً أبسط، إذ كان هناك أيضًا قلق بشأن إمكانية إجراء التنظير بأمان.
يقوم الجهاز بنفخ الهواء في المعدة لتضخيمها، ولكن هذا يعني أن جزيئات الرطوبة الدقيقة المعروفة باسم الهباء الجوي يمكن دفعها من فم المريض إلى الهواء. قد تحتوي هذه الجزيئات على فيروس كوفيد، مما يعرض الأطباء للخطر.
في المقابل، فإن إجراء الاختبار هو "خال من الهباء الجوي"، وقد تم بالفعل تتبعه بسرعة في بعض المستشفيات للتعامل مع التأخيرات التشخيصية المتزايدة التي يسببها الوباء.
تم تطوير اختبار (Cytosponge) من قبل باحثين في جامعة كامبريدج ومستشفى أدينبروك، وقد يكون قادرًا على تحديد الأشخاص المصابين بمرئ باريت بعشر مرات أكثر من المسار الحالي، وفقًا لدراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام.
وإذا تم تشخيص مرض باريت ، فقد يُعرض على المرضى دواء للتحكم في حمض المعدة وتقديم المشورة بشأن نمط الحياة. في الحالات الأكثر تقدمًا، ستخضع لعملية جراحية للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
وقالت البروفيسور ريبيكا فيتزجيرالد، التي ساعدت في تطوير الاختبار، إن الإسفنج يمكن أن يغير قواعد اللعبة في مكافحة سرطان المريء.
وأضافت: "بالمقارنة مع التنظير الداخلي الذي يتم إجراؤه في المستشفى، فإن Cytosponge تسبب الحد الأدنى من الانزعاج وهو اختبار سريع وبسيط يمكن أن يقوم به الطبيب العام".