مرحبًا بك يا صديقي..
أقدر موقفك وأتفهم مشاعرك جيدًا، فألم الفراق بعد حب صادق، موجع، وصادم للغاية، ومن الواجب أن تحترم مشاعرك هذه بدون استهانة، ولا استغراق حد المعاناة يا صديقي المعطل للحياة كما حدث معك.
نفسك المتعطلة، المتألمة، الموجوعة هي موضوعنا الآن، لابد أن تنقذ نفسك من الاستغراق في الألم، بشكل كامل هكذا.
صحيح أنك متألم، لكن لا تجعل كل شيء فيك متألم أو متأثر بالألم، فالجزء الخاص بالإنجاز والذهاب للعمل متعطل، والجزء الخاص بالأنس بالأهل والأصدقاء متعطل، وهكذا، حجّم ألمك يا صديقي ما استطعت حتى تنقذ نفسك، بعدها يمكنك تقييم تجربتك، عندها ستتعرف على أخطاء كل منكم، ربما تجد أن الأمر لا يستحق أن تعذب نفسك هكذا وأنها لم تكن الشخص المناسب، أو الجدير بكل هذا الحب.
نعم، لابد أن تتحرر من كل المشاعر الخاصة بهذه التجربة، سواء كانت ألم، أو حب، أو فقد، أو حزن، لقد أصبحت ماضي فلا تعش فيه، ومكانك هو "هنا والآن"، هذا ما يجب أن تهتم به وتفكر فيه.
ستحب من جديد يا صديقي، نعم، والمهم أن يتم هذا وأنت متعافي من حبك السابق وتجربته المؤلمة، لا لمجرد ملء الفراغ، لذا فالتعافي واستنقاذ نفسك هو أولويتك، حتى تحب من جديد، حبًا صادقًا ، صحياً، مع اختيار أفضل، وأنسب، وأكثر وعيًا ونضجًا، وهذه فائدة الأزمة التي تمر بها، وستمر، لتترك لك التعلم منها، وفقط.لابد أن تتجاوز الأزمة، واعلم أنه ليس هناك ما يسمى بالنسيان ، لكن الأهمية للشخص والحدث المرتبط به ستتراجع في الذاكرة، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.