تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي منشورا يطلب الإجابة عن سؤال هل البعد عن الناس أفضل أم مخالطتهم؟
أشهرال تعليقات:
تفاعل الكثيرون من المنشور الذي حصد آلاف الإعجابات والتعليقات والتي دار معظمها حول تأييد فكرة الابتعاد عن الناس خاصة في هذا الزمان على حد زعمهم، ومن أشهر التعليقات ما يلي:
"مناسب هذا الزمان إذا أردت أن تنال حب الناس وشوقهم دائما إليك وتكن موقرا وحسن السمعة دائما وتنعم بالسعادة وراحة البال قلل حديثك ومخالطتك بالناس إلا في الخير"
وآخر كتب يقول: "راحة البال في كل مكان اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا"، فيما عقلت أحد المعجبات بالمنشور قائلة: "أمي الله يرحمه كانت تقول لي الناس على الناس بله والبعد عنهم غنيم" وآخر كتب: "فى هذا الزمان صحيح جدا"، "مع جدا ونفسي أجربها والله".
المخالطة أفضل أم العزلة:
وبالنظر لما جاء في تعليم الإسلام من المقارنة بين العزلة والاختلاط نجد أن الإسلام وضع ضوابط معينة فالأمر ليس على إطلاقه؛ فمخالطة الناس على قدر ما فيها من المصالح إلا أنها قدر تضر .. وهنا تشرع الخلوة بالنفس واعتزال الآخرين لكن في أحوال مخصوصة أو في حق أناس معينين، والأصل أن الإنسان يتعامل مع غيره ويصبر على أذاه وهذا خير له من الاعتزال، فمخالطة الاخرين لا تخلو من أحوال أربع:
الأول: من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة، فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة، وهذا يضرب للعلماء بالله تعال فمخالطتهم ضرورية لصلاح الدنيا والدين.
الثاني: من مخالطته كالدواء، نحتاج له عند المرض فقط فنخالطهم بقدر الحاجة وفقط.
الثالث: من مخالطته كالداء وهؤلاء يختلفون على حسب مراتبهم وأنواعهم.
أما الرابع: فمن في مخالطته الهلك كله، ومخالطته بمنزلة أكل السم، فإن اتفق ويمثل لهذا بأهل البدع والأهواء.
وينصح بصفة عامة أن تجعل مخالطتك للناس على هذا النحو، فتأتي النافع منها وما لا يستغنى عنه، وتدع ما فيه الضرر وتعتزل متى تعين لك الفساد.
تفضيل العزلة:
ومن الأحوال التي تستحب فيها العزلة ساعة الفتنة فقد بوّب البخاري في صحيحه: باب من الدِّين الفرار من الفتن. وذكر فيه حديث أبي سعيد: يوشك أن يكون خير مال المرء المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن، ويشترط للعزلة ألا يقصّر في حق ذي الحق، ولا يفرّط في واجب، كشهود الجمعة والجماعة، ونحو ذلك.