أنا شابة عمري 29 سنة، مشكلتي أني خائفة من الزواج، بسبب تعرضي للتحرش وأنا طفلة عمري 8 سنوات ثم مرة أخرى بعد 10 سنوات وكان عمري 18 سنة.
أنا متوترة للغاية بسبب عدم قدرتي على قبول الأمر، خاصة أن هناك عرسان يتقدمون وأنا أهرب بالرفض، أنا خائفة بالفعل، على نفسي، وعلى أولادي لو تزوجت أن يتعرضوا للتحرش مثلي، ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا ابنتي..
أقدر موقفك، فما تعرضت له مؤلم، وله آثار نفسية عميقة، ولكنك لست مسئولة عن هذا الأذى الذي وقع لكن فقد كنت صغيرة غير مدركة وتحتاجين للرعاية والحماية، ولكن هذا ليس وقت محاسبة الكبار على اهمالهم لك، بقصد أو بدون قصد، ولست أنت موكلة بذلك، ولكن ما هو عليك الآن هو واجبك تجاه نفسك كفتاة بالغة، عاقلة، راشدة، للتعافي مما حدث.
ربما خوفك الشديد هذا، بل هو مؤكد بسبب شعورك بالخزي مما حدث، وبالتالي توجيه هذا الشعور لجسدك، وهو لا ذنب له، ومن الواجب عليك أن تكون علاقتك به صحية.
بينك كما أن هذا الخوف بسبب تصور الرجل في صورة الكائن المتوحش المفترس بسبب التحرش، ومن ثم أصبح مصدرًا للخطر وجب الخوف، والحذر منه.
كل هذه "اللخبطة" في التصورات، وكل هذا التشوه سواء في نظرنك للرجل، أو علاقتك بجسدك، سببت لك أيضًا "لخبطة" شديد في ادراك معنى الحب، والجنس، والعلاقة الزوجية الحميمية.
ولاشك يا ابنتي أن هناك هوة واسعة في المقاييس والمعايير والاهداف وكل شيء بين رجل متحرش، ورجل يريد زواجًا وعلاقة حلال، وصحية، وجميلة، وفي النور، ليؤسس أسرة، وبيت، وحياة، تكونين أنت شريكته فيها.
لقد امتدت تخوفاتك يا ابنتي إلى أولادك من لم يأتوا إلى الحياة، وما ذلك إلا امتدادًا للآثار العميقة لما وقع لك من تحرش واساءة جنسية، بقيت بدون علاج، وتعافي على يد متخصص.
ما هو لابد منه ولا رفاهية ولا جدال فيه هو سرعة طلب المساعدة من متخصصة، معالجة ، نفسية في هذه الجزئية ، فالتحرش والاساءات الجنسية فرع مهم، له خطط علاجية خاصة، فبادري يا ابنتي للتعافي بهذا الشكل العلمي، الصحيح، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟