مرحبًا بك يا ابنتي..
لم توضحي أسباب رفض والدتك لهذا الشاب، ولا كيف تعرفت عليه، ولم تتحدثي عن طبيعة علاقتك بوالدتك، ووالدك، ولم لا يوجد خط تواصل مباشر معه بدون تدخل ولا وساطة من والدتك.
من حقك يا ابنتي اختيار شريك حياتك، ومن حق والديك الرفض أو الموافقة، ولا شيء سيحل هذه الاشكالية سوى "الحوار"، فأنت بالغة وراشدة وعاقلة، ومن الضروري أن تتحدثي مع والدك، وتفهمي من والدك سبب الرفض، وهل هي رافضة لزواجك من أي شخص ولماذا، أم أنها رافضة لهذا الشاب ولماذا وبدون أن تراه وتقابله كما ذكرت، كل علامات الاستفهام والغموض هذه لابد من معرفة اجاباتها، ففك طلاسمها حقك، ولا علاقة للعقوق بهذا الأمر، فالبر مطلوب في كل الاحوال بحسن التعامل والحديث، ولا علاقة لهذا الأمر بحقوقك، واختياراتك، فلا تعارض بين برك بوالديك ومطالبتك بحقك.
حاولي يا ابنتي فعل هذا، وابحثي عن شخص كبير المقام في عائلتك كلمته مسموعة لدى والديك ليقنعهم بمقابلة الشاب، حتى يكون قرار القبول أو الرفض له أسباب واضحة ومنطقية أمام الجميع، فصحيح أن الآباء والأمهات تكون آراؤهم أقرب للصواب بسبب خبرة الحياة وحرصهم على مصلحة أبنائهم، ولكن بعد اتخاذ الأسباب، بمقابلة الشاب، والسؤال عنه، وأسرته، إلخ.
أما الدعاء، فادع الله بأن يقدر لك "الخير" يا ابنتي، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم، هكذا أخبرنا الله سبحانه وتعالى، فلا تجعلي دعاءك قاصرًا على اسم فلان، فأنت لا تعلمين الغيب، والله وحده يعلم الغيب، ووحده يعلم الخير لك لا أنت مهما بدى لك الأمر على غير ذلك.
أبشري، واهدئي، واعلمي أنه لن يفوتك خير كتبه الله لك بسبب أي شخص، فقط خذي بالأسباب التي تجلب لك حقوقك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.