أخبار

لبس الكمامة فى الصلاة هل يجوز؟

احذر.. عواقب صحية خطرة لشرب القهوة على معدة فارغة

يمنع الحاجة إلى الجراحة.. اختراق جديد في علاج التهاب المفاصل

حوار من القلب إلى القلب.. الإمام مالك وهارون الرشيد

أبي بن كعب .. لما ذكره الله باسمه صراحة لرسوله؟

أكثر ما يأكل الحسنات ويطرح بصاحبها في النار.. احترس من أكثر أمراض القلوب

حتى لا تجري وراء السراب.. احذر هذه الفتنة

"الفطرة".. نفخة الله التي تقودك إلى الصواب دائمًا.. كيف تبرمجها؟

تشمل الاستعداد ومستوى الصوت وسرعةالقراءة..15 وصية احرص عليها في تلاوتك للقرآن الكريم

بطولة منقطع النظير.. وصية الخنساء لأبنائها في القادسية

غرناطة.. ليلة سقوط ثمرة الرمان وعروس الأندلس

بقلم | أنس محمد | الاحد 01 ديسمبر 2024 - 11:14 ص

غرناطة بقعة زكية من الأرض، أخذت من ثمرة الرمان لونها واسمها وكانت شاهدا على أفول حلم وبعث حلم جديد إنها آخر الممالك التي سقطت من الأندلس القديم بعد أن ظلت تقاوم وحدها أكثر من مائة عام.

غرناطة باللغة الإسبانية تعني «الرمان» – جرنادا-، والعرب حرفوا الاسم لـ«غرناطة» عندما أطلقوه على هذه البقعة الجغرافية التي تقع على سفح جبال سييرا نيفادا جنوب مدينة مدريد، وأكثروا فيها بساتين الرمان التي أحضروا شتلاتها من دمشق السورية، قصة يعرفها الإسبان وخاصة سكان المنطقة الذين يحتفلون كل عام من بداية اكتوبر حتى آخر نوفمبر بموسم جني الرمان «الزُمرد الأحمر» الذي غرسه العرب في حضن التربة الإسبانية ليبقى لقرون شاهداً على حضارة عريقة كانت هناك.

 وكانت مدينة غرناطة مركزاً إسلامياً علمياً كبيراً، منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وآخر ولايات دولة الأندلس، ومازالت تحتضن مقر حكم الدولة الأموية «قصر الحمراء».

وأهم ما يميز المدينة هو فاكهة الرمان وهي نفسها شعار المدينة منذ ذلك الحين حتى اليوم، وعندما حضر العرب إلى هذه المدينة التي تطل على البحر المتوسط من الجنوب، وعلى نهر شنيل شمالاً، وتتميز بمناخ معتدل أغلب شهور العام، وجدوا أن فاكهة الرمان هي الأنسب لزراعتها في هذا الطقس، فأحضروا آلاف الشتلات من دمشق السورية، ووزعوها في صورة بساتين على أطراف المدينة وكانت البداية من «جنة العريفي» أو متنزه الأمراء.

في عام 896 هـ – 1491م أطبق النصارى الحصار على غرناطة بحراً وبراً ورابطت السفن الإسبانية في مضيق جبل طارق وعلى مقربة من الثغور الجنوبية ولم يكن ثمة أمل في العون من أفريقيا التي سقطت معظم ثغورها الشمالية في أيدي البرتغاليين فضلا عن ضعف إمارات المغرب وتفككها وقد اشتد البلاء والجوع بالمحاصرين داخل غرناطة ودب اليأس إلى قلوب الجند والعامة أوصد المسلمون أبواب غرناطة واحتموا بأسوارها في يأس وقلق وهم يرون شبح النهاية ماثلاً أمام عيونهم وكان قد مضى على الحصار حوالي سبعة أشهر وهم يغالبون الأهوال وقد جاءت آخر معاركهم لتبدد الأمل في الخلاص والنصر واشتد الجوع والمرض والحرمان.

وكان مقتل موسى بن أبي غسان وتسليم أبو عبد الله محمد الثاني عشر غرناطة إيذانًا بانتهاء عصر الدولة الإسلامية في غرناطة.

اقرأ أيضا:

حوار من القلب إلى القلب.. الإمام مالك وهارون الرشيد

أعطى أبو عبد الله محمد الثاني عشر أو محمد الصغير الموافقة بالتسليم للملكين فرناندو الخامس وإيزابيلا، ولم ينسَ أن يرسل إليهما بعضًا من الهدايا الخاصة، وبعد التسليم بأيام يدخل الملكان في خيلاء قصر الحمراء الكبير ومعهما الرهبان، وفي أول عمل رسمي يقومون بتعليق صليب فضي كبير فوق برج القصر الأعلى، ويُعلن من فوق هذا البرج أن غرناطة أصبحت تابعة للملكين الكاثوليكيين، وأن حكم المسلمين قد انتهى من بلاد الأندلس.

سلم أبو عبدالله الصغير غرناطة بعد صلح عقده مع فرناندو في تاريخ 25 نوفمبر 1491 (21 محرم 897 هـ) يقتضي بتسليم غرناطة وخروج أبو عبدالله الصغير من الأندلس، ولكن سرعان ما نقض هذا الأخير العهد. وبدأت محاكم التفتيش في التعذيب والقتل والنفي، وبدأت هنا معاناة أهل الأندلس من المسلمين ومن اليهود، باشرت عملية القضاء على المسلمين من قبل المسيحية المنتصرة، وقد حُرِّمَ الإِسْلاَمُ على المسلمين، وفرض عليهم تركه، كما حُرِّمَ عليهم استخدام اللغةَ العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك كَانَ يُحْرَقُ حَيًّا بعد أن يُعَذَّبَ أشد العذاب.

وكانت محاكم التفتيش تجبرهم على التنصير. زاد ذلك تمسك أهل الأندلس بالإسلام ورفضوا الاندماج مع المجتمع المسيحي.

وحسب الرواية القشتالية الرسمية، لم يُبد الأندلسيون رغبة في الاندماج في المجتمع المسيحي الكاثوليكي وبقوا في معزل عنه، يقومون بشعائرهم الإسلامية ويدافعون عنها بكل تفان.

 وحتى لا يصطدموا بمحاكم التفتيش لجأوا إلى ممارسة التقية فأظهروا إيمانهم المسيحي وأخفوا الإسلام، فكانوا يتوضؤون، يصلون و يصومون… كل ذلك خفية عن أعين الوشاة والمحققين.

وفي نكسة كبيرة وفي ظلِّ الذل والصغار يخرج أبو عبد الله محمد بن الأحمر الصغير آخر ملوك المسلمين في غرناطة من القصر الملكي، ويسير بعيدًا في اتجاه بلدة أندرش، حتى وصل إلى ربوة عالية تُطل على قصر الحمراء يتطلع منها إليه، وإلى ذاك المجد الذي قد ولَّى، وبحزن وأسى قد تبدَّى عليه لم يستطع فيه الصغير أن يتمالك نفسه، انطلق يبكي حتى بللت دموعه لحيته، حتى قالت له أمه «عائشة الحرة»: أجل؛ فلتبك كالنساء مُلْكًا لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال.

وإلى هذه اللحظة ما زال هذا التل -الذي وقف عليه أبو عبد الله محمد الصغير- موجودًا في إسبانيا، وما زال الناس يذهبون إليه، يتأمَّلون موضع هذا المَلِك الذي أضاع مُلكًا أسسه الأجداد، ويُعرف (هذا التل) بـ زفرة العربي الأخيرة، وهو بكاء أبي عبد الله محمد الصغير حين ترك ملكه.

وقد تم ذلك في الثاني من شهر ربيع الأول، سنة 897هـ= 2 من يناير سنة 1492م.

اقرأ أيضا:

بطولة منقطع النظير.. وصية الخنساء لأبنائها في القادسية

الكلمات المفتاحية

محاكم التفتيش غرناطة الأندلس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled غرناطة بقعة زكية من الأرض، أخذت من ثمرة الرمان لونها واسمها وكانت شاهدا على أفول حلم وبعث حلم جديد إنها آخر الممالك التي سقطت من الأندلس القديم بعد أن