أنا زوج عمري37 سنة ومتزوج منذ 4 سنوات، ومشكلتي أن زوجتي باردة جنسيًا، فمنذ إنجاب طفلنا الوحيد وهي تتهرب من العلاقة الحميمية، وتوجد مبرر لها بالتعب والإرهاق، أو رغبتها في النوم للاستيقاظ مبكرًا للعمل.
منذ تزوجنا وأنا من أبادر، وأغازلها، وأتودد إليها، والآن سئمت كل شيء ولا أشعر بأنها تشاركني الحب، والرغبة.
ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقي..
أقدر ألمك وتحسسك للأمر، وربما يعود ذلك لإحساسك أن الرفض موجه لشخصك، وهذا التفكير وما يجره من مشاعر سلبية تجاه زوجتك سيعطلك عن التحرك الايجابي، وسيحجب عنك رؤية الحل.
هروب النساء من العلاقة الزوجية الحميمية يا صديقي له "أسباب"، وهذه الأسباب كثيرة، ومتنوعة، منها ما هو "شخصي"، و"نفسي"، و"صحي طبي"، وبمعرفة السبب تتم معالجة الأمر.
وشكواك تدل على أنك لم تحاول التعرف على السبب، واكتشافه، وتلمس سبل العلاج.
أقدر تمامًا شعورك بالغضب، وربما هذا هو السبب في عدم بحثك عن الأسباب الحقيقية وراء هروب زوجتك، ولكن الغضب لن يحل شيئًا بل سيزيد شحن نفسك ضدها، ومن ثم تتضرر العلاقة برمتها.
لاشك أن العلاقة الحميمية هي التعبير بلغة الجسد عن الود، والحب، والتوافق، فهل هناك ما يعكر صفو هذه العلاقة بكثرة خلافات بينكما في بقية تفاصيل الحياة، مثلًا، هل تسود العصبية والانفعال والحساسية على طريقة التعامل بينكم، هل هناك مشكلات تتعلق بالبخل والإنفاق والمصروف، أم هل هناك خلافات بشأن تربية طفلكم، أو عائلاتكم، أم هل تميل أنت للعنف الكلامي أو الجسدي أو التحقير أو الإهانة للزوجة بسبب مواقف حياتية بينكم، إلخ، مما يلقي بظلاله على العلاقة الخاصة؟!
هل حاولت عزيزي الزوج المحب على معالجة الأمر بشكل "ناضج"، و"واعي"، يليق ومرحلتك العمرية وزوجتك، بالجلوس معًا في وقت مناسب، ومناقشة الأمر بشكل هادئ وحكيم؟
هل جربت اقتراح توقيت آخر لممارسة العلاقة مع زوجتك بعيدًا عن الموعد الليلي غير المناسب لها؟
هل اطمأننت على زوجتك صحيًا أنها لا تعاني آلامًا بسبب الجماع، أو التهابات، إلخ مما يصيب بعض النساء وينفرهن من العلاقة لجلبها الألم الجسدي؟!
هل أنت متأكد من قربك بشكل حقيقي من زوجتك، ومعرفتك بسمات شخصيتها، ومن ثم تفهم أنها تفعل ذلك كجزء من سماتها الشخصية كأن تكون شخصية تجنبية، أو انسحابية؟!
صديقي..
لابد أن تبحث عن السبب، وإبعاد شخصك تمامًا كجزء من هذه الأسباب، فالرفض يا عزيزي يخص صاحبه، خاصة إذا ما راجعت الأمر بشفافية مع نفسك، ومسئوليتك عن العلاقة ووجدت أنك اجتهدت ما استطعت وهناك أسباب لازالت خفية ولا تخصك.
إن من هذه الأسباب الخفية لدى بعض النساء، نظرتهن لمعنى الجنس وحقيقته، وتأثير التنشئة في الطفولة على هذه النظرة.
عزيزي الزوج المحب، تواصل مع زوجتك بشكل رحيم، بعيدًا عن الاتهام، والغضب، والانتقام، للوصول لحلول تساعدون بواسطتها بعضكم على إنجاح العلاقة، فلكل سبب علاج، ستصلون له معًا أو بمساعدة متخصص لو تطلب الأمر، ولا شيء في ذلك، فاستعن بالله ولا تعجز، ودمت بخير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟