هو من السابقين إلى الإسلام، حيث أسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وأحد أبرز شهداء سرية بئر معونة، وكان دفنه بعد استشهاده مجزة إلهية فلم يدفنه بشر ولكن دفنته الملائكة ولذلك أطلق عليه لقب "دفين الملائكة"، هو الصحابي الجليل عامر بن فهيرة رضي الله عنه.
عامر بن فهيرة (المتوفي سنة 4 هـ) صحابي مولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأحد السابقين إلى الإسلام، وكان من المستضعفين الذين عُذّبوا لما اعتنقوا الإسلام، فاشتراه أبو بكر الصديق، فأعتقه فصار مولى له. وكان لابن فهيرة دورًا بارزًا في الهجرة النبوية، حيث كان يرعى غنم أبي بكر التي يمحو بها آثار أقدام عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما الذي كان يتردد على النبي صلى اله عليه وسلم وأبوه أبي بكر رضي الله عنهما أثناء تخفيهما في غار ثور. هاجر عامر بن فهيرة إلى يثرب، وشارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوتي بدر وأحد، واستشهد في سرية بئر معونة.
مؤاخاة مع الحارث بن أوس بن معاذ
نزل عامر بن فهيرة حين هاجر إلى يثرب على سعد بن خيثمة، وقد آخى النبي محمد بينه وبين الحارث بن أوس بن معاذ. شهد عامر بن فهيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوتي بدر وأحد.
وفي صفر سنة 4 هـ، شارك عامر بن فهيرة رضي الله عنه في السرية التي عقد رايتها النبي الكريم للمنذر بن عمرو رضي الله عنه لدعوة أهل نجد إلى الإسلام، فاعترضتهم بطون من قبيلة سُليم عند بئر معونة، وقاتلوهم وقُتل عامر يومها وعمره 40 سنة، قتله يومها جبار بن سلمى.
وقد ذكر محمد بن عمر الواقدي رواية عن محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري عن عمه محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة بنت أبي بكر أنه: «رُفِعَ عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم تُوجَد جُثته»، كما أورد ابن الأثير الجزري في كتابه «أسد الغابة في معرفة الصحابة» رواية عن عبد الله بن المبارك وعبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير، قال: «طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته». وأورد ابن إسحاق في سيرته عن هشام بن عروة عن أبيه أن قاتله جبار بن سلمى شهد صعود جثته إلى السماء، فكانت سببًا لإسلامه.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما قدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له: “من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع فقال له: هو عامر بن فهيرة“.
و عن ابن شهاب، قال: زعم عروة بن الزبير أن عامر بن فهيرة- رضي الله عنه- قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوا، يرون أن الملائكة دفنته.
وقال: فقَدَ عمروُ بن أمية عامرَ بن فهيرة من بين القتلى، فسأل عنه عامر بن الطفيل، فقال: قتله رجل من بني كلاب يقال له: جبار بن سلمى، فلما قتله قال: فزت والله، ورفع إلى السماء، فأسلم جبار بن سلمى لما رأى من قتلى عامر بن فهيرة ورفعه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الملائكة وارت جثته وأنزل في عليين“.
اقرأ أيضا:
هل نمتثل لأوامر الله ورسوله بقلوبنا أم بعقولنا؟.. هذه القصة تكشف لك بركة الاتباعاقرأ أيضا:
"اللهم انج أصحاب السفينة".. ما قصة هؤلاء الذين دعا لهم النبي؟