تواترت معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث شهدت له مكونات بيئته بالنبوة الأشجار والأحجار والحيوانات، حتى وقعت كرامات ومعجزات لأصحابه، التي هي في الحقيقة امتداد لكرامات ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم نالوها بصحبته لهم عليه السلام.
خدمة الأسد لسفينة مولى النبي:
يقول سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : ركبت سفينة في البحر فانكسرت، فركبت لوحا منها، فأخرجني إلى أَجَمَة - الشجر الكثير الملتف - فيها أسد.
فأقبل الأسد، فلما رأيته قلت: يا أبا الحارث، أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل إليّ فدفعني بمنكبه حتى ضربني بجنبه كأنما سمعت صوتا أهوى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبي حتى أقامني على الطريق ثم همهم ساعة فرأيت أنه يودعني.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهااستجارة الغزالة به:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة فمررنا بخبأ أعرابي وإذا بظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول الله، إن هذا الأعرابي اصطادني.
وفي لفظ، فقالت: يا رسول الله أخذت ولي ولدان في البرية، وقد انعقد اللبن في ضرعي، فلا هو يذبحني فأستريح، ولا يدعني، فأرجع إلى البرية.
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن تركتك ترجعين؟» قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذابا أليما، فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم.
قال: «وتفعلين؟» قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل، فقال: «أين صاحب هذه؟».
فقال القوم: نحن يا رسول الله، قال: «خلوا عنها حتى تأتي ولدها ترضعه وترجع إليكم».
فقالوا: من لنا بذلك؟ قال: أنا، فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها.
فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين صاحب هذه؟.
قالوا: هو ذا نحن يا رسول الله، قال: تبيعونها؟ فقالوا: هي لك يا رسول الله، فقال: خلوا عنها وأطلقوها، فذهبت، وهي تضرب برجلها الأرض فرحا وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
يقول الصحابي زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسبح في البرية وهي تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.