القلق من أكثر الأشياء التي تصيب المرء بالارتباك، وهو مرض مزمن، ولو بقدر منخفض، يؤثر عليه سلبيًا؛ وقد لا يستغل الجميع حياتهم وما يدور فيها، كوقود لأبحاثهم، كما أنهم يستجيبون لمشاعر القلق، فتكون هي المحرك الأساسي نحو الفشل، فكيف تستطيع تحويل هذه المشاعر السلبية لطافة إيجابية؟.
أنواع القلق
القلق، يعرفه علماء بأنه "حالة شعورية تحفز المرء على اتخاذ استجابات سلوكية، تستهدف تقليل التهديد الذي يتعرض له". وما يميز القلق عن الشعور بالتخوف بشكل عام، هو الطبيعة العاطفية للنوع الأخير، وحقيقة أنه يهيئ الناس للتغيير.
وعرف أخرون القلق بأنه "تجربة شعورية، تنطوي على أفكار مزعجة ومستمرة بشأن المستقبل".
وبينما لا يمكن لأحد إنكار الأضرار المتعددة الناجمة عن شعور ما على هذه الشاكلة؛ فإن بعض الباحثين ذهبوا للقول إن للمرء قدرة محدودة على أن يضمر أحاسيس من هذا النوع؛ بمعنى أنه إذا ساوره قلق حيال أمر ما، فإن ذلك قد يحول دون شعوره بالإحساس نفسه إزاء أمور أخرى.
تقول "بي بي سي" : " يرتبط شعور المرء بمستويات عالية من القلق، بمعاناته من ضعف الصحة البدنية والذهنية، وذلك لأسباب متنوعة للغاية، قد تتراوح ما بين نومه بشكل متقطع مثلا، ومحاولته المستميتة لتجنب الخضوع لفحوص قد تكشف عن إصابته بالسرطان. كما يرتبط الإحساس بضرب من القلق يتسم بأنه حاد ومجرد ويحدث بشكل تلقائي ومتكرر على نحو يصعب السيطرة عليه، بما يُعرف بـ "اضطراب القلق العام".
ونقلت "بي بي سي" عن إدوارد وتكينز، عالم النفس السريري والباحث في اضطرابات الحالة المزاجية في جامعة إكستر البريطانية: "من المرجح أن يكون ذاك النوع من القلق الذي يسود على نطاق واسع لأسباب مختلفة ومتنوعة، غير مفيد وذا طابع إشكالي، إذا ما قورن بالقلق الذي يتركز على مشكلة محددة ومنفصلة بوضوح عن غيرها".
ووجد الباحثون في الولايات الاسترالية المعرضة لأن تشهد حرائق غابات أكثر من غيرها، أن الشعور بضرب من "القلق البناء"، ترافق مع التحضير بشكل أفضل لمواجهة هذا النوع من الحرائق. بجانب ذلك، ارتبط شعور المرء بقلق من هذا النوع، بأمور من قبيل، الأداء بشكل أفضل على المستوى الأكاديمي، والإقدام على محاولات أكثر للإقلاع عن التدخين.
وكشفت إحدى الدراسات النقاب، أنه يمكن للقلق أن يُحدِث أثره من خلالها في هذا الصدد "أولاها أن الإحساس بهذا الشعور حيال أمر من الأمور، يزيد من إمكانية أن يفكر المرء في الأسباب، التي تحدو به لاتخاذ إجراء إزاءه، ويعزز أيضا من دوافعه، للقيام بشيء ملموس على هذا الصعيد.
كما أن الشعور بالقلق، يشكل عاملا يُذكِّر من يحس به بضرورة الإقدام على أشياء بعينها، نظرا لأن الإحساس بالتخوف من شيء ما أو الشعور بعدم اليقين بشأنه، يلح على الذهن للتأكد من أننا نحاول التعامل مع الأمر ومعالجته.
والقلق يمكن أن يتضمن في طياته، أمورا مثل القيام بتحضيرات جدية، والتخطيط وحل المشكلات كذلك.
وأظهرت دراسة تناولت مدى إدراك سكان 10 من دول العالم للخطر الكامن في وباء كورونا ، أن الشعور بالقلق بشأنه، مثل "المكون العاطفي لهذا النوع من الإدراك". وقد قيّم الباحثون القائمون على هذه الدراسة، مستوى إدراك أفراد العينة لخطر الفيروس، من خلال مقاييس من بينها، طرح أسئلة عليهم للتعرف على مستوى قلقهم حيال (كوفيد 19).
وأظهرت النتائج وجود ارتباط قوي، بين تزايد إدراك المرء للمخاطر المترتبة على تفشي الوباء، واتخاذه إجراءات صحية وقائية، مثل غسل اليديْن وارتداء كمامات الوجه، والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟كيف تحول مشاعر القلق إلى طاقة إيجابية؟
1 – حدد طبيعة القلق الذي يساورك
2 – استعرض في ذهنك قائمة بالخطوات التي يُحتمل أن تقوم بها للتعامل مع هذه المشكلة
3 – إذا كنت قد اتخذت كل التدابير الممكنة في هذا الصدد، فلتحاول أن تنغمس في إحدى الحالات العقلية التي تقلل التوتر، مثل "التدفق" و"اليقظة أو الوعي التام".
و تتضمن التوصيات، المستقاة من نصائح وتكينز ومن الدراسات التي أجراها علماء نفس آخرون، أهمية أن يحافظ المرء على نوع ما من الروتين في حياته وتعاملاته، وضرورة أن يتواصل مع أحبائه بشكل دوري للاطمئنان عليهم، وأن يجد كذلك سبلا من شأنها، تحويل مشاعر القلق التي تساوره، إلى شعور بالاهتمام الذي يتسم بالتعاطف مع الآخرين.