أنا فتاة عمري 34سنة ومشكلتي أن أهلي بسطاء للغاية، ماديًا، فنحن من أصول ريفية أيضًا متواضعة للغاية، ونسكن في شقة بسيطة إيجار قديم منذ السبعينات، وأثاثنا متهالك، ونعيش حياة بائسة اقتصاديًا، ومع ذلك تربيت على الكذب، فأهلي دائمي الكذب، فهم يكذبون على كل من هو بعيد عنا ولا يعرف حقيقة أوضاعنا.
أهلي يعيشون دور "أبو لمعة"، تلك الشخصية "الفشارة" الكاذبة، المدعية، التي كنا نسمعها في الاذاعة زمان، هم يفعلون مثله، وربونا على ذلك، فنحن ندعي أننا أغنياء، ونقيم في منطقة راقية، ولدينا سيارة وسائق، وخدم، وأصولنا من الباشوات، إلخ.
أنا تعبت نفسيًا، ولا أدري ماذا أفعل، لا أدري من أنا ولا من أصاحب، ولا من أتزوج، ولا ماذا أقول عن نفسي، فبم تنصحونني؟!
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، لاشك أن وضعك مؤلم للغاية.
لم؟!
لأنه لا شيء أشد قسوة على تشوه الشخصية، وتشوه الصورة الذاتية للنفس من "الزيف".
أهلك يعيشون حياة مزيفة، وأنت انغمست معهم في هذا الوضع المزري، تورطتي في إساءة عظيمة للنفس.
أسرة مضطربة كهذه لا يرجى من ورائها أن يتمتع أفرادها بنفسيات سوية، بل لابد أن تنمو بشكل مضطرب، ويتعمق هذا الاضطراب داخلها شيئًا فشيئًا، وأنت بلغت 34عامًا في القلب من هذا الزيف، والتشوه، والاساءات النفسية، ومن المنطقي أن تصابي بكل هذا التعب، والحيرة، والارتباك، والتشوش.
والحل؟!
الحل هو "التعافي"، الحل يا صديقى هو البحث عن بيئة بديلة "أمنة" و"سوية"، بدلًا من هذه المختلفة للقصص والأساطير، الكاذبة، كمجموعات الدعم النفسي، وخوض رحلتك للتعافي والتخلص من كل هذا الزيف المتغلغل في تكوينك النفسي بواسطة متخصص، فلا تترددي يا صديقتي، ودمت بوعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟