أنا فتاة عمري 44 سنة، ولم أتزوج حتى الآن، وأعاني من الوحدة، والانعزال، والحزن.
عقلي مشغول دائمًا بأسئلة كثيرة تتعلق بحالتي، من مثل، ماذا أفعل لو لم أتزوج نهائيًا؟! كيف أشبع احتياجاتي العاطفية، والجسدية، وغريزة الأمومة؟! كيف يمكنني إكمال حياتي بدون رجل؟! ولم أنا من بين كل صديقاتي هكذا؟!
أنا خائفة، وقلقة، ماذا أفعل؟!
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، أقدر تمامًا رغبتك، وحقك في اشباع احتياجاتك كلها التي تحدثت عنها، وأتفهم مشاعرك، ولكن آلمني سؤالك "لم أنا من بين كل صديقاتي هكذا؟!، فهذا سؤال بلا إجابة، حاضرة، حاليًا، هناك معنى وراء رحلة حياة كل شخص، وحكمة، من الصعب معرفتها بوضوح، الآن، لذا، لا تحملي نفسك فوق طاقتها، لوضع سبب، أو فرض معنى، أو حكم على نفسك، تظلمين به نفسك، ورحلة حياتك، بل اصحبيها كما هي، القبول، يا صديقتي لما ليس بيدك تجاهه حيلة هو الحل.
ولأن القبول لا يعني الاستسلام، فأنت في رحلة حياتك هذه، تسعين لأجل "نفسك"، فهمها، تقديرها، احترامها، الاعتراف باحتياجاتها، وتصديقها، وتصديق الحق في اشباعها، ومن ثم، فتح طرقًا "صحية"، و"آمنة"، للتواصل والاختلاط بالآخرين، وتوفير شبكة اجتماعية داعمة من الأصدقاء، زملاء العمل، الأهل، وتعلم مهارات التواصل مع ذلك كله، لتوزيع طاقتك النفسية التي تتوزع لدى أخريات مع زوج، وأطفال.
أوجدي لنفسك، بدائل، للإشباع، وإخراج الطاقة، بشكل "صحي"، و"آمن"، فليس بديل عدم الزواج وتحقيق الأمومة حتى الآن، أو إلى الأبد، هو الحزن، والوحدة، والانعزال، وإهمال النفس، أو الانخراط في علاقات مؤذية، سامة، تؤثر على نفسك، وحياتك بشكل سلبي، يدمرها.
صديقتي..
عنايتك بنفسك "أمومة"، عنايتك بأطفال العائلة "أمومة"، عنايتك بطفل يتيم "أمومة"، عنايتك بطفل وتبنيه ، إن كانت ظروفك الاقتصادية تسمح بذلك "أمومة"، أنت محتاجة لعقل يفكر في بدائل، نفس لا تطغى عليها، وتسيرها، مشاعر الحزن، والاحباط، واليأس، قودي أنت مشاعرك يا صديقتي ولا تتركيها تقودك.
افعلي ذلك، وإن وجدت نفسك محتاجة لمساعدة نفسية، مباشرة، متخصصة، فلا تترددي في ذلك، ودمت بخير وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟