كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلّف في الإجابة على صحابته ، فتارة يجيبهم بالقول أو الفعل أو الإشارة بيده أو برأسه، كأنه واحد منهم.
يقول ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل في حجة الوداع، فقال: ذبحت قبل أن أرمي فأومأ بيده - أشار بيده- وقال: لا حرج وقال: حلقت قبل أن أذبح وأومأ بيده ولا حرج.
وعن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج» ، قيل: يا رسول الله، وما الهرج، فقال بيده- أي اشار بها- فحرفها كأنه يريد القتل.
غضب النبي
ولكنه كان صلى الله عليه وسلم يغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكرهه، حيث يقول أبو مسعود الأنصاري- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة أشد غضبا منه يومئذ.
فقال: أيها الناس، إنكم منفرون وفي رواية: «إن منكم منفرين» ، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة.
وعن زيد بن خالد الجهني- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللُقَطَة، فقال: عرّفها سنة ثم استمتع بها، فإن جاء صاحبها فأدها إليه.
قال: فضالّة الإبل- تائهة الإبل ومن فقدها صحابها- فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال: احمرّ وجهه، فقال: ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر حتى يلقاها صاحبها، قال فضالّة الغنم، قال: لك ولأخيك أو لذئب.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاأشياء كرهها النبي
و سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها فلما أكثروا عليه غضب، ثم قال للناس: سلوني عما شئتم، قال رجل: من أبي قال: أبوك حذافة، فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: أبوك سالم مولى شيبة.
فلما رأى عمر ما في وجهه برك على ركبته، وقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، يا رسول الله، إنا نتوب إلى الله- عز وجل- فسكت.
وعن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: يا نبي الله، أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان أم في غير رمضان؟ قال: بل هي في رمضان.
قلت: تكون مع الأنبياء إذا كانوا، فإذا قبضوا رفعت، قال: بل هي إلى يوم القيامة، قلت: في أي رمضان؟
قال: التمسوها في العشر الأوسط والعشر الأواخر ولا تسألوني عن شيء بعدها.
ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث ثم اهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله، أقسمت بحقي عليك لما أخبرتني في عشر أي هي، فغضب غضبا ما رأيته غضب مثله، فقال: التمسوها في السبع الأواخر الباقين ولا تسألني عن شيء بعدها.