أنا فتاة عمري 22 سنة، أعمل منذ أن كان عمري 16 سنة، فوالدتي أرملة وتعمل منذ وفاة والدي، ونحن 4 بنات، وأنا الكبيرة، وحتمت ظروف حياتنا أن أتحمل المسئولية مع أمي مبكرًا، وبسبب نزولي في هذه السن الصغيرة لسوق العمل، بدأت شخصيتي تميل للرجولة في التصرفات، والكلام، والتفكير، والاصرار، والعناد، وكانت أمي سعيدة بي وتقول عني أن لديها ابنة بـ100 راجل.
كنت أشعر بالسعادة لكلام أمي، حتى تمت خطبتي على شاب أحبه ويحبني، ولكن المشكلة أنه بدأ يتململ من تصرفاتي، ويقول لي "مبحبش طريقة تفكير الاسترونج اندبندنت وومن"، وبدأ يقول لي كلام من عينة" أنا حاسس إني مع واحد صاحبي مش واحدة ست"، وهكذا.
أنا متأزمة جدًا، ولا أعرف كيف أتغير، أنا لا أنكر أن خطيبي معه حق، ولكنني حائرة وعاجزة فعلًا عن الشعور بأنوثتي، ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، كان الله بعونك، فأنت بالفعل تعرضت لظروف قاسية، اضطررت معها لدفن أنوثتك، لتتكيفي وتتواءمي مع طبيعة حياتك.
وقصة الأنوثة والرجولة هذه عميقة، ودرجة تأثرها بالتربية، والظروف، والضغوط النفسية، والأحداث ومواقف الحياة كبيرة، ومن هنا تنشأ الصراعات، والمشكلات.
فنحن عندما خلقنا الله جعل داخل كل أنثى صفات رجولية نفسية، كالشجاعة، والمرؤة، والمسئولية، والإصرار، هذه صفات "نفسية" عامة، لا تخص الذكر دون الأنثى، ولا العكس، وإنما الوضع السوي الصحيح، أنها موجودة لدى الجميع، لتظهر في المواقف اللازمة.
وجعل سبحانه صفات أخرى أنثوية نفسية داخل كل رجل، كالحنان، واللطف، والعطف، وهي أيضًا صفات عامة، والوضع الصحي والسوي لها أن تكون غامرة، غالبة، لدى الأنثى، وتظهر وقت اللزوم لدى الرجل، فليس معنى الرجولة عدم اللطف، ولا العطف، أو الحنان، أو التعبير عن المشاعر بالبكاء، وهكذا.
تحدث المشكلة عندما تدفن سمات ومشاعر، أو تظهر بافراط غامر طاغي على السمات الأساسية، فتجدين على سبيل المثال، شاب دفن رجولته وأفرط في سمات وصفات أنثوية، فيبدو متميعًا بلا موقف ولا شخصية سوية، أو العكس فيهجر تمامًا الصفات النفسية الأنثوية ويصبح رجلًا عنيدًا صارمًا قاسيًا، جافًا، لا يعبأ بالعاطفة، أو فتاة دفنت أنوثتها الحقيقية فبدت في ثوب أنثوي مشوه مصطنع، أو ذكوري فج، وهكذا، كل هذا "خلل" في التكوين النفسي، ينعكس بلاشك على التصرفات والكلام والتفكير والمشاعر ومن ثم "العلاقات".
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟معالجة أسباب ذلك، وسبر غوره، وكيف حدث عبر هذه السنوات الطويلة من عمرك، وكيفية التخلص منه، موجود، وناجح، لكنه لا يتم عبر استشارة كتابية، ولا نصائح سطحية ، خادعة، فلو قلت لك البسي كذا، وتكلمي بالطريقة الفلانية، وتعلمي اتيكيت كذا، وفنون كذا، سأكون شخصًا مخادعًا لك، لسبب بسيط، وهو أن هذه ليست حلول أبدًا للتخلص من "تكوين نفسي" عميق، وداخلي، حدث على مر السنين بسبب الضغوط، والظروف، والتنشئة، وإنما مجرد مسكنات وتغيرات شكلية ستزيد الطين بلة، وستدخلك في صراع مع ذاتك أشد، ولن تنال إعجاب خطيبك، ولن تروقه، لأنها تغيرات"مزيفة"، خارجية، بينما ستظلين أنت كما أنت، لذا، من الأمانة أن أخبرك أن التغيير الحقيقي، موجود، وغير مستحيل، ولكنه، وفق "خطة علاجية"، لدى متخصص، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟ اقرأ أيضا:
خطيبي يتجاوز ويلمس أجزاءً حساسة من جسدي ويغضب ويقاطعني عندما أرفض.. كيف أتصرف؟