كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس بأمته، مهما فعلوا من عظائم الأمور، ناهيك عما كانوا يفعلونه من المباحات وعادات المجتمع.
ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النذور، وقال: إنه لا يقدم شيئا ولا يؤخره، وإنما يستخرج به من البخيل أو اللئيم.
ناقة الرسول
ولما سرقت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لئن ردها الله علي لأشكرن ربي عز وجل" ، فوقعت في حي من أحياء العرب فيه امرأة مسلمة، فكانت الإبل إذا سرحت سرحت متوحدة فإذا بركت الإبل بركت متوحدة، فركبتها وقدمت بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها قال: الحمد لله، فانتظرنا هل يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم صوما أو صلاة فظنوا أنه قد نسي، قالوا: يا رسول الله، إنك قلت: لئن ردها الله علي لأشكرن الله تعالى، فقال: أو لم أقل:
الحمد لله.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاضرب الدف على رأس الرسول
وعن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: إن امرأة قالت: يا رسول الله، إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف، قال أوفي بنذرك.
وجاء رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح والنبي صلى الله عليه وسلم في مجلس قريب من المقام، فسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله، إني نذرت إن فتح الله على النبي وعلى المسلمين مكة لأصلين في بيت المقدس، وإني قد وجدت رجلا من أهل الشام ههنا في نفر يمشي مقبلا معي ومدبرا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ههنا فصل" ، فقال الرجل قوله ذلك ثلاث مرات، كل ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ههنا فصل" ، ثم قالها الرابعة مقالته هذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اذهب فصلّ فيه فو الذي بعث محمدا بالحق، لو صليت ههنا لقضى عنك كل صلاة صليتها بيت المقدس".
وعن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنذروا، فإن النذر لا يغني من القدر شيئا، وإنما يستخرج من البخيل».