أنا شخصية حزينة معظم الوقت منذ وفاة والدتي.
كانت خير داعم لي، ومنذ وفاتها وأنا أشعر بالضياع والحزن، ولا أريد أي شيء من بعدها، لا زواج ولا أصدقاء ولا شيء فلا أحد كأمي ولا عوض عنها.
هذه هي مشاعري، ولا أدري كيف أعيش فأنا معذبة، بم تنصحوننى؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، أشعر بألمك، فالفقد مؤلم وعندما يكون فقدًا للأم فإنه يكون مضاعف أضعافًا كثيرة.
لا سبيل للخروج من حالتك المعطلة هذه سوى أن تجففي دموعك، وألا تختزلي كل معاني الاحتواء والسند والونس والحب والدفء في أحد.
أعرف أنه لا عوض عن الأم في توفير هذه المعاني من خلال دورها كأم، لكن هذه المعاني من الممكن أن تتوافر لنا من أشخاص آخرين بأدوار اخرى، و استمرارك حزينة بهذا الشكل لفقدك هذه المعاني بفقد والدتك، يكرس المشكلة.
إن رحلتنا في هذه الحياة يا صديقتي "فردية" هذه هي الحقيقة، والموت جسر موصل لحياة أخرى، لا العدم، وهذه الحياة فيها والدتك الآن، وكلنا سنسير إلى هذه الحياة الآخرة من عيش هنا إلى عيش هناك، ومطلوب منها أن "نعيش " هنا ثم "نعيش" هناك.
لذا، لابد ألا تختزلي المعاني في الأشخاص، فنحن نعيش بهذه المعاني مع "أشخاص" كثر، يجيء الواحد منهم ويغادر وهكذا، فالخلود ليس للأشخاص وإنما للمعاني، أما نحن فكلنا مؤقتون في حياة بعضنا البعض.
جففي دموعك يا صديقتي واسعدي نفسك ووالدتك بالعيش في الحياة لا الموت فيها وأنت حية.
عيشي بشكل يتيح لك رؤية أشخاص آخرين تجدين معهم الونس والدفء والراحة والاحتواء ، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟