كان الصحابة رضي الله عنهم أسرع الناس إلى كل خير، وأصفى الناس قلوبا، ودفعا للشبهات، وهذا ما حدث مع الصحابي الأنصاري محمد بن مسلمة، - كان بمثابة مفتشا لعمر في خلافته- ، مع الفاروق عمر في خلافته، حينما رأى أن عمر يؤثر ناسا من قري على أناس من الأنصار.
أصل القصة:
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: دخل سعد بن عبادة رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ابنه فسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ها هنا وها هنا» ، وأجلسه عن يمينه، وقال: «مرحبا بالأنصار، مرحبا بالأنصار» وأقام ابنه بين يديه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اجلس"، فجلس فقال: ادنُ، فدنا فقبل يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم «وأنا من الأنصار وأن من فراخ الأنصار» .
فقال سعد رضي الله عنه: أكرمك الله كما أكرمتنا.
فقال: «إن الله أكرمكم قبل كرامتي، إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» .
سيد من الأنصار في مواجهة مع عمر:
يقول الصحابي محمد بن مسلمة رضي الله عنه : توجهت إلى المسجد فرأيت رجلا من قريش عليه حلّة، فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين.
قال: فجاوزت فرأيت رجلا من قريش عليه حلة، فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين.
قال: فدخل المسجد فرفع صوته بالتكبير، فقال: الله أكبر، صدق الله ورسوله الله أكبر، صدق الله ورسوله.
قال: فسمع عمر رضي الله عنه صوته، فبعث إليه أن ائتني، فقال: حتى أصلي ركعتين، فرد عليه الرسول يعزم عليه لما جاء.
فقال محمد بن مسلمة رضي الله عنه: وأنا أعزم على نفسي أن لا آتيه حتى أصلي ركعتين.
وجاء عمر رضي الله عنه فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: أخبرني عن رفعك صوتك في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير، وقولك: صدق الله ورسوله ما هذا؟
قال: يا أمير المؤمنين، أقبلت أريد المسجد فاستقبلني فلان بن فلان القرشي عليه حلة، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين.
وتابع محمد بن مسلمة : فجاوزت فاستقبلني فلان بن فلان القرشي عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلني فلان بن فلان الأنصاري عليه حلة دون الحلتين فقلت من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين.
فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أما إنكم سترون بعدي أثرة» ، وإني لم أحب أن تكون على يديك يا أمير المؤمنين.
قال: فبكى عمر رضي الله عنه ثم قال أستغفر الله ولا أعود. قال: فما رؤي بعد ذلك اليوم فضّل رجلا من قريش على رجل من الأنصار.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها