أنا شاب تخرجت من الجامعة، ومشكلتي أن "الست اللي خلفتني" تركتني وأنا صغير وكان عمري سنتين تقريبًا، وتولت جدتي تربيتي حتى توفيت رحمها الله عند وصولي المرحلة الجامعية.
بعد المرحلة الجامعية، عادت " الست اللي خلفتني" لطلب حقها في ميراثها في أمها التي هي جدتي، وبناءً عليه تم تركت لها البيت، وأصبحت أعيش مستقلًا بعيدًا عنها، وارسل لها مصروفًا شهريًا لمساعدتها على المعيشة.
أنا غير متقبلها نهائيًا، ولا يوجد أي شعور ناحيتها، والآن، اكتشفت أنها تأخذ الأموال لصرفها علي السحر والشعوذة، فقررت أقطع المصروف عنها هل أنا رغم كل هذه المأساة أكون عاقًا لها؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقي، متألمة لألمك العميق، وقد بدى ذلك واضحًا من وصفك لها بـ"الست اللي خلفتني"، فلسانك غير قادر على نطق وصفها كأم لك.
ما أريد مصارحتك به لأن شأنك هو المهم الآن لتتجاوز ألم الفقد، والتجاهل، والخذلان، والتخلي من والدتك، هو أنك لا زلت تعاني من أعراض كرب ما بعد الصدمة، ربما تجدد ذلك بعودتها من أجل الميراث.
وجعك المدفون بداخلك منذ صغرك يا صديقي قفز على السطح بمجرد عودتها.
وهذا واجبك نحو نفسك، أن تعالج أعراض كرب ما بعد الصدمة وهو سهل وممكن لو طلبت مساعدة نفسية من معالج نفسي، فهذه خطوة مهمة وضرورية وليست رفاهية.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟أما انفاقها المال كما ذكرت فيمكنك شراء أشياء عينية من طعام وشراب لمساعدتها على معيشتها فهذا حل وسط نفذه إن أردت حتى تكون في مأمن من خوف العقوق، خاصة لو كان انقطاعك سيضرها ويعرضها للهلاك.
صديقي..
أنت متألم للغاية وهذا حقك، لقد عقتك أمك بالفعل، واتفق معك في ذلك، وكل ما أرجوه أن تترك حسابها لله، فستبقى أنت ابن وليس إله، والله سبحانه وتعالى لم يفرض علينا كأبناء مشاعر الحب تجاه والدينا، فالمشاعر حقك الخالص، حقك أن تحب أو تكره، وليس هناك محاسبة على ذلك وليس هذا هو البر، إنما البر كلمة طيبة، ومعاملة حسنة، في حدود استطاعتك، وهي ليست مشروطة بمشاعر معينة، وقد جعلها الله هكذا حتى نستطيع البر بأي أحد سواء أحسن إلينا أم أساء، تربطنا به علاقة أو لا.
فاهتم بنفسك، ولا تتركها – أي نفسك- بدون مساعدة كما ذكرت لك، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟ اقرأ أيضا:
خطيبي يتجاوز ويلمس أجزاءً حساسة من جسدي ويغضب ويقاطعني عندما أرفض.. كيف أتصرف؟