أنا شابة من أسوان تعرفت على شاب من محافظة البحيرة خلال العمل معًا في أحد المشروعات لمدة عام، وبعد أن انتهى العمل، وغادر إلى محافظته، تحدث مع أسرته عن رغبته في خطبتي فرفضوا بحجة بعد المكان وأنني غير جميلة وبنات محافظتهم أجمل، وغضبت والدته ومرضت، فأخبرني أنه سيرضي والدته ولن يستطيع التقدم لي ومخالفتهم.
بعدها بدأ يتقدم لي عرسان وأرفضهم على أمل أن تتغير الأحوال ونتزوج، ثم قررت أن أحدثه لأعرف مصيري فإذا به يتهمني أنني أستقبل عرسان و"عايشه حياتي" وعمل لي بلوك وانقطع عن التواصل معي تمامًا.
أنا حزينة ومكتئبة وأدعو الله كثيرا أن يرده لي ونتزوج، وقضيت شهر رمضان الفائت كله في الدعاء بهذا ثم حلمت أنه خطب وسيتركها ونتزوج وبالفعل بعدها عرفت أنه خطب، والآن أنا لازلت مكتئبة وحزينة وحائرة، هل استمر في الدعاء والأمل أن نتزوج أم ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، أدهشتني حيرتك ، فهذا الشاب حسم موقفه من العلاقة منذ زمن، فأخبرك أنه لن يخالف أهله، فما الذي جعلك تمكثين فى "وهم" اسمه أن بينكما علاقة حب وستتلوها خطوات للزواج؟!
ما الذي جعلك متعلقة هكذا بأحبال مهترئة؟!
اسمحي لي بالاجابة..
إن ما يدفعنا لمثل هذه السلوكيات كنساء هو قلة تقدير الذات، وتشوه الصورة الذاتية عن أنفسنا في أذهاننا، والسماح لمشاعرنا أن تقودنا.
هذا هو ما حدث معك، وجعلك تنفقين دعواتك الرمضانية أن تتزوجيه مع أنه بلغك بالرفض في شكل لطيف على لسان أهله وكأنهم هم السبب، فعشت أنت حالة المظلومية وبالتالي الدعاء حتى يتم النصر من الله، وأضفت قطعة "تحابيش" من المخزون الرومانسي المتكون عبر السنوات من خلال الدراما في المسلسلات والأفلام لرفض الأهل زواج ابنهم أو ابنتهم ثم انتصار قصة الحب في النهاية!
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟لم حدث معك كل هذا مع أن الرفض كان واضح ومحسوم؟!
لأن عاطفتك ومشاعرك تحكمت في عقلك فقام بعملية ازاحة للحقيقة وهي الرفض لأنك غير قادرة على تحمل "ألم" الرفض، و"فقد" العلاقة.
الآن..
أنت محتاجة لتقدير ذاتك، والتفكير في الحب والزواج بشكل عقلاني، يقود فيه العقل المشاعر لا العكس.
أنت محتاجة لتقدير ذاتك واتخاذ قرار بالزواج ممن يقدر ذاتك، لا البحث عمن لا يقدرك، ولا يرى جمالك، ولا انسانيتك، ولا يتمسك بك.
صديقتي..
هذا الشاب أنت ألقيت له حبل النجاة والفرار النهائي باخباره بأنك يتقدم لك عرسان، حبل النجاة لكي يفر منك نهائيًا ويلبسك أنت سبب الفرار فتظلين حبيسة الشعور بالذنب، لقد كان ينتظر هذه الفرصة وقد جاءت، وهذا هو "الخير "الذي أراده الله لك.
صديقتي..
هذا الشاب فر منك منذ زمن، واستجاب لأهله، ولو كان متمسكًا ما فعل ولغلب ارادته، أو أن هذا هو موقفه أصلًا ولكنه قاله لك على لسان أهله تلطفًا أو حيلة أو حجة.
صديقتي..
هذا الشاب لا يستحقك.. وقد خلصك الله منه.. ومن علاقة مؤذية معه..
هو مجرد تجربة لكي تتعلمي منها تقدير الذات، وإكرامها، ومعنى الحب، والعلاقة، والزواج، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟ اقرأ أيضا:
خطيبي يتجاوز ويلمس أجزاءً حساسة من جسدي ويغضب ويقاطعني عندما أرفض.. كيف أتصرف؟