أنا سيدة متزوجة منذ شهور، كنت مطلقة ومعي 3 بنات صغيرات، ولدى زوجي ابنة مراهقة من زيجة سابقة ومقيمة معه، والآن جميعنا معًا.
حتى الآن لا توجد مشكلات، لكنني متحسبة من القادم، ستكبر بناتي ويصلن للمراهقة، ولا أعرف كيف سأدير الأمور، وكيف ستسير بنا، ما الحل في قلقي هذا؟ كيف أطمئن وأستقر؟
سكينة – مصر
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي، أتفهم موقفك، فالأسر البديلة التي يكون فيها لأحد الزوجين أو لكليهما أولاد من زواج سابق قد تتسم العلاقات فيها بشيء التعقيد.
لاشك أن ابنة زوجك، وبناتك أصبحن في "أسر جديدة" بما في ذلك من تحديات، ودورك الرئيس سيكون القيام بأمور كثيرة لتخفيف هذا الضغط النفسي، وبناء روابط حياة جديدة بين كل هذه الأطراف التي لم تكن تربطها علاقة.
لابد من تفهم نفسية الأطفال جميعًا، لابد من تفهم حزنهم على فقد أسرهم الأصلية، ومنح الطفل فرصته كاملة للتعبير عن مخاوفه، والاستماع لها، وتفهم أنه يلملم جراح الفقد لأسرته، ومنح الوقت الكافي لذلك كله فهو يا عزيزتي لن يتم في يوم وليلة.
سيكون عليك قضاء وقت لتعزيز العلاقة الأسرية التي كانت موجودة قبل الزواج، بمعنى أن يقضي زوجك أوقاتًا خاصة مع ابنته وحدهم، وأنت كذلك مع بناتك وحدكم، في نزهة، أو نشاط ما ، إلخ.
ولابد يا عزيزتي من تفهم مشاعر الطفل، فهو قد يشعر أن حبه للطرف الجديد ( زوج أم/زوجة أب) خيانة لأمه أو أبيه، فالحذر واجب من إبداء تعليقات سلبية على الطرف المفقود سواء كان أب بالنسبة لحالتك أو أم ابنة زوجك.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟لابد أيضًا من تفهم الصعوبة التي سيجدها الأطفال( بناتك وابنة زوجك) في التكيف معك ومع زوجك، بسبب عدم وجود تاريخ عائلي مشترك، لذا لابد من مساعدتهم على تشكيل هذه الروابط، بتحديد المصالح المشتركة مثلًا بين أفراد الأسرة البديلة الجديدة، ومن ثم لابد من قضاء بعض الأوقات معًا والتشارك في بعض الأنشطة، والمهام الأسرية، وتفهم وتقدير أن ذلك – أي التكيف وبناء الروابط – قد يستغرق شهورًا وربما سنوات، لذا لا تضغطي عليهم واكتفي بالتشجيع والاحتواء والاحترام بينكم جميعًا.
هذا عنك وزوجك يا عزيزتي، فالعبء لا يقع عليك وحدك، إذ لابد من أن يدرك زوجك الأمر ويتعاون معك، ويحرص على أداء دوره في تشكيل الروابط والصبر على الأطفال، واحتواءهم، واستيعاب الصعوبات والتحديات التي يشعرون بها، فافعلي ذلك وزوجك، ولا تدعي الدعاء والصلاة أن يعينك الله.
وهناك دور مهم لك على وجه الخصوص وهو "المراقبة" للأبناء جميعًا، كأن تحدث مشكلات بين بعضهم البعض، أو طول فترة الحزن لدى أحدهم، أو انعزاله، أو تردي حالته الدراسية، أو الصحية، أو ظهور مشاعر سلبية تجاهكم، عندها لا تترددي في طلب المساعدة من متخصص نفسي، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟ اقرأ أيضا:
خطيبي يتجاوز ويلمس أجزاءً حساسة من جسدي ويغضب ويقاطعني عندما أرفض.. كيف أتصرف؟