أنا شابة عمري 33 سنة، جميلة وكنت أعمل دكتورة أكاديمية في الجامعة الأمريكية ببيروت، ومن أسرة ذات يسار ومستوى اجتماعي، والمشكلة أن من حولي سواء كانوا شباب أو أمهاتهم، يفضلون الزواج من فتاة غير محجبة.
لم أتخيل أبدًا في حياتي أن أبقي حتى الثلاثين بدون زواج، والسبب أني محجبة، ولا أدري ماذا أفعل، فقد خطبت مرتين، وفي كل مرة كان الحجاب هو المشكلة ففسخت الخطوبة، ومعظم الشباب الآن يريد علاقة سنة أو سنتين ثم يذهب للزواج من أخرى غير محجبة، وأنا حائرة لا أدري ماذا أفعل، تعبت من كثرة الفتن، وأفكر أحيانًا في خلع الحجاب، هل الزواج سبب مناسب يجعل الله يغفر لي، أنا أفكر في التقديم على سفر للخارج إلى بلد أوروبي حتى أعمل وأتزوج فهنا الكل لا يريد الحجاب، ما الحل؟
نور- لبنان
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي نور، أقدر حيرتك وأتفهمها، وبالطبع ليس الحل في خلع الحجاب.
اتباع أنماط مجتمعية يا عزيزتي ليس حلًا لأي شيء.
ليس حلًا أن نساير المجتمع وشروطه ونغترب عن أنفسنا، ونعيش في ثوب مزيف حتى نحصل مكاسب ونخسر أنفسنا.
وحتى لو جازفت وفعلت يا عزيزتي فهل هناك ضمانات للارتباط بشخص "مناسب"، وهل هناك ضمانات لو تزوجت بالفعل لهذه العلاقة أن تستقر، وتستمر، وتنسجم، وتنجح، وتسعدين بها؟!
لاشك أن خلع الحجاب سيكون مقامرة، ليس الضرر منها فقط معصية الخالق وإنما خسران الذات أيضًا، والتحول إلى شخصية "إرضائية"، بائسة، مسكينة، ترضى من حولها ولو كان على حساب قناعاتها، وما يريحها، وما وجدت نفسها معه وفيه.
هناك حقيقة يغفل عنها البعض، وهي أن الزواج بالفعل"رزق"، هذه حقيقة على الرغم من شيوع لوك الألسن لها، إلا أنها حقيقة، والله يبارك في الرزق "الحلال"، مهما تظاهر من حولك أنهم سعداء على الرغم من المعصية، تأكدي أن شيئًا ما يكدر العيش، لا لشيء إلا لأنها هذه طبيعة الدنيا.
ما يمكن أن نفعله يا عزيزتي أن نحاول التواجد في محيط اجتماعي مناسب لنا، من الممكن أن تتواجد فيه بغيتنا، وهذا من باب الأخذ بالأسباب، أنت محتاجة أن تكوني "متشافة" في محيط متناسب معك، ولكن لا تتنازلي أنت لكي تصبحين"متشافة" في محيط غير مناسب لك، فنحن نتغير لضرورة ولدافع قوي من داخلنا لاحداث التغيير، ولكننا لا نتغير لمسايرة مجتمع، أو شروط، أو أشخاص، ودمت بخير.