أنا فتاة عمري 24 سنة، مخطوبة لشاب منذ أربع سنوات و بيننا قصة حب كانت جميلة جدًا، وبعد أن قرأنا الفاتحة مع الأهل تغير خطيبي وأصبح يعاملني بشكل سيء، ووصل الأمر للخيانة، لكنني سامحته، ثم عدت للغضب منه، ثم المسامحة فنحن تعبنا كثيرًا لبناء علاقتنا.
المشكلة أن أمي دائمًا تسمعني وأنا اتشاجر وأتخاصم معه، وفي آخر مرة قالت لي، أنها لن تكون راضية عني لو أكملت زواجي منه، وطلبت مني أن أفسخ الخطوبة.
أنا حائرة لأنني وقعت معه أيضًا في الحرام بدون فقد عذريتي، فأنا خائفة أن أتركه وأظلم شخص آخر، هل أرضي أمي أم ماذا أفعل؟
أرجو عدم ذكر الإسم- مصر
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن والدتك محقة في طلبها منك فسخ الخطوبة!
وبعيدًا عن رأيها الذي هو على صواب، دعينا نناقش معًا حقيقة علاقتك بخطيبك.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟أنت فوجئت أنه"تغير" وأصبح سيء المعاملة، وخانك، وخان والديك فيك وحدث بينكما علاقة غير شرعية في هذا التوقيت من الخطوبة، فهل يمكن تسمية هذه العلاقة بأنها آمنة، ويتوقع لها الاستقرار؟ هل يمكن اعتبار هذا الشخص سوي نفسيًا أم أن هناك اضطراب ما ظهر في سلوكيات مشينة؟
هل أنت مرتاحة في علاقة قريبة هكذا، والمفترض أنها "عاطفية"، وتتلقين من خلالها معاملة سيئة؟ هل تجدين مقدمات تتسق ونتائجها؟
من المنطقي أن تتساءل والدتك بينها وبين نفسها ويساورها القلق الشديد من رجل يفعل هذا في مرحلة الخطوبة، فماذا سيفعل بعد الزواج؟!
هذه العلاقة بها "اساءات" نفسية، وجسدية، وقبولها يعني أن هناك خلل نفسي ما لديك، فليس من مقتضيات الحب قبول الاساءة هكذا أبدًا، ولا وقوعها أصلًا.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟ظلمك لنفسك هو الاستمرار في هذه العلاقة، بينما تقديرك لنفسك، ومصيرها هو ما ينبغي أن يحتل الصدارة والاولوية في تفكيرك، لابد أن ترضي نفسك بما تستحق فليس الأمر ارضاء والدتك فحسب.
تقولين أنك لم تفقدي عذريتك، فكيف تتخيلين أنك ستظلمين شخصًا آخر في حالا الفسخ والارتباط بآخر، ولا أدري أين الظلم؟!
أنت فتاة، بكر، رشيد، وقعت في خطأ وستره الله ولم يترتب عليه مشكلة كبيرة كفقد العذرية، ففيم الخوف؟!
أنت فتاة، بكر، رشيد، في رحلة وعي ونضج طويلة، تنقصك الآن، وما وقعت لك هذه الحادثة، وهذه العلاقة المشوهة، والمؤذية إلا لتعلمك الكثير في رحلة نضجك، ولتغيرك إلى الأفضل، وتصبحين نسخة أخرى أفضل، وأنضج، كإنسان، وامرأة، وزوجة، وأم بإذن الله.
ما أراه والقرار لك، هو أن والدتك محقة، ورأيها هو الصواب ولصالحك، والمهم بعدها أن تغلقي هذه الصفحة السيئة، وتتعافين منها، وتأخذين وقتك في هذا الأمر، وتبدأين صفحة جديدة من حياتك، وأنت نسخة جديدة أفضل، ودمت بخير.