أنا مخطوبة لشاب كنت أعمل معه لمدة سنتين في مشروع لأهله، وحدث بيننا شجار كثير بسبب مشكلات صغيرة، ولكنه كان يحكي لوالدته، فتغيرت مشاعرها نحوي، وتركت الشغل معهم حتى لا يزيد الأمر سوءًا.
والآن، حدث مؤخرًا أن خطيبي كان في جلسة مع أهلي، وحدثت مشادة بينه وبين والدي، فسأله والدي بعصبية إذا ما كان يريدني أم لا، فرد عليه خطيبي أنه لا يريدني، ورد عليه والدي بقوله"مع السلامة".
أنا متعبة نفسيًا من وقتها، وحصل لي انهيار، هو لم يأخذ ما جلبه لي بعد وأرسل لي يخبرني أنه كان يريدني ولكن ما حدث مع والدي جعل الأمر منتهي ولا أمل في الرجوع، وأنا أشعر أنني لن أستطيع التعايش مع أحد آخر غيره، ولا العيش بدونه، ماذا أفعل؟أرجو عدم ذكر الإسم- مصر
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي..
من الطبيعي أن نتأثر، ونتألم، بسبب
الفقد، مهما تكن أسبابه.
ما تشعرين به طبيعي، لكنه غير حقيقي!
وما أعنيه هو أنك – لو أردت – ستعيشين بدون خطيبك السابق، وستتمكنين من الارتباط بغيره إن كان أكثر مناسبة لك.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟أحدثك يا عزيزتي بلغة الواقع، والطبيعة البشرية، وهي اللغة التي لها الغلبة والتحقق، أما لغة المشاعر خاصة وقت الألم فهي مؤقتة ولا تظهر لنا الحقيقة.
إن أمر خطوبتك يا عزيزتي يحتاج إلى مناقشة وتفنيد عقلاني.
أنت متعلقة بالشاب وهذا طبيعي، عملت معه لمدة سنتين، وبينكما ذكريات كثيرة، ولكن ماذا عن القبول بينكما، والانسجام بين الأسر؟!
والدته متغيرة معك، ووالدك عصبي معه وقال له مع السلامة، بل وخطيبك أيضًا قال لوالدك أنه لا يريدك!!
ربما ستقولين أنه كان منفعل، وأنه، وأنه، ولكن هل هذه المواقف الحساسة، والحاسمة، والتي لا تحتمل تحكيم الغضب والغلبة له ولا الهزر تستأهل ما حدث؟!
لقد كان من المنطقي أن يقول له والدك "مع السلامة"، ولو أنه لا يرى لك بديلًا فإنه بإمكانه أن يعتذر ويعاود الرجوع وتحدث مع والدك بلطف، ولكنه اعتبر "مع السلامة" هذه ايذانًا بالرحيل بلا عودة، وهذا الرحيل بلا عودة هو لا يرى فيه بأسًا.
أرجو أن تتمسكي يا عزيزتي بمن يتمسك بك بالفعل، ولا يرى لك بديلًا، أو يبدو له غيابك ووجودك في حياته شيئًا واحدًا بلا أي فارق بالنسبة له.
أنت يا عزيزتي في مرحلة كرب ما بعد الصدمة، أنت غالبًا في أولى مراحلها وهي "
الانكار"، أنت غير مصدقة لما حدث، وغير صدقة أنك ستعيشين بعده، حتى المستقبل وهو غيب حكمت عليه وقررت أنك لن يمكنك حب أحد آخر غيره، والحل في الرفق بنفسك، وتقبل الألم، واعطاء نفسك فرصتها لتحزن حتى تتعافى.
إن الكرة ليست في ملعبك يا عزيزتي، ولابد أن تطلبي الحب بعزة لأنك تستحقين، وما سوى ذلك لا يليق بك، ودمت بخير.