أنا فتاة عمري 35 سنة ومخطوبة لشاب مهندس ومثقف وميسور ومن أسرة طيبة، ويكبرني بسنة واحدة، وهو من معارف أهلي بمعني أنه "زواج صالونات".
ومشكلتي أنني وافقت بصعوبة لأنني لا أحب زواج الصالونات وكنت طول عمري أتمنى أن أخوض قصة حب وأتزوج من أحببته وأحبني، كما أنه عاطفي جدًا، وطريقته في الحب لا تعجبني فأنا مهما تعصبت عليه وغضبت منه أجده لا يغضب، ويظل يتحدث معي بشكل عاطفي وهاديء وممل.
وأهلي يرونه لقطة، وفرصة، ويغضبون مني لأنني لا أقدر النعمة- هكذا يقولون – بينما أنا أشعر أننا غير متفاهمين في أشياء كثيرة، وهو عاطفي زيادة عن اللزوم، وأحيانًا يصبح طفل يغضبه أشياء تافهة، كما أنه انطوائي وليس له اهتمامات سوى علاقتنا وعمله، وليس له أصدقاء، وأنا كنت أتمنى الزواج من رجل منفتح واجتماعي وقوي وهو ليس كذلك، هل أفسخ الخطوبة أم أكمل، أنا حائرة؟
هنادي- مصر
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي هنادي..
أقدر مشاعرك وأتفهم موقفك وحيرتك، فأنت محاطة بضغوط الأهل والمجتمع، كأي فتاة ثلاثينية أو أربعينية، أنت محاطة بضغوط جملة أصبحت شهيرة " مبقاش في عرسان كويسة ولا رجالة محترمين عاوزين يتزوجوا " لذلك يرى أهلك هذا العريس فرصة ولقطة، ولديك أيضًا ضغوط رؤيتك الخاصة، واحتياجاتك التي لا يعلمها ولا يشعر بها غيرك.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟الفسخ أو الرفض يا عزيزتي لا يعيب هذا العريس اللقطة، وهو احترام منك لذاتك، فليس من الحكمة ولا المنطق أن نقبل شخصية يراها الجميع لا ترفض وشخصياتنا ترفضها لأنها لا تناسبها، ليس من العقل ولا المنطق ولا الحكمة أن نظلم أنفسنا والآخرين هكذا.
الزواج قرار مصيري يا عزيزتي يخص بشكل أساسي طرفيه الزوج والزوجة من سيعيشون معًا في علاقة قريبة ينتج عنها أطفال ويبنون معًا بيتًا، إما تسكنه أرواح طيبة منسجمة ومتفاهمة ومتحدة على مواجهة الصعوبات والحفاظ على البناء وإما تسكنه أرواح مشوشة، متعاركة، فيكون البناء متهالك، هش، مريض، يموت بعد قليل ويمت معه أصحابه.
كثيرات مثلك يا عزيزتي يكونون في المأزق نفسه، فيستجيبون لأصوات من حولهم في المجتمع ثم يتحولون إلى نسخ مكررة فاشلة ممن استجابوا لأصواتهم، وما أراه أن تسمعي صوت "نفسك"، وتتحرري من خوفك من عدم الزواج إن رفضت هذا العريس، وألا تسمعي لأصوات ستلومك لعدم تقديرك النعمة، لأنهم لا يدركون معنى أن الزواج " إيجاب و "قبول "، فكيف سيتم لك الأمر بلا "قبول" ولا "رضى"؟!
اجلسي مع نفسك يا عزيزتي واسمعي صوتها، فلو كان صوت الرفض صادقًا لا تكذبيه، وكوني مسئولة، فهذه الحياة لن يعيشها غيرك، وهذه العلاقة لن يحمل غيرك مسئولية اتمامها وتوافقها واستمرارها، نجاحها أو فشلها، إنه قرارك وحدك، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟