عمر نبيل

بداخل كل منا، سؤال ربما يطارده أينما حل، وهو ماهي منزلتي عند الله عز وجل.. فإذا كثر البلاء بعبد تصور أن منزلته إنما في أسفل الأسفلين، وإذا ما وهبه الله أي هبة، تصور أنه على الرغم من تقصيره في العبادة أن الله يحبه مهما فعل!

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الرجل لتكون له عندالله المنزلة فما يبلغها بعمل فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها».. إذن ربما الابتلاء دليل كبير على حب الله لك، لكنه يريد به رفعك لمنزلة يريدها لك، فلا تستعجل أو تتعجل، فإنما خير الله آتٍ لا محالة.

أدنى الناس منزلة من الله

يتعشم كل مسلم في الله عز وجل، وأن يدخله الجنة، لكنبالتأكيد الجنة درجات، فلا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون، ومن ثم فإن كل من يدخل الجنة يرضى عن الله تعالى، ويجد فيها من النعيم المقيم الأبدي ما تشتهيه نفسه وتلذ عينه وفوق ما يتصوره عقله أو يخطر بباله.. بينما أدناهم منزلة أو آخرهم دخولاً، رجل نجاه الله منالنار فيقول: لقد أعطاني الله شيئًا لم يعطه أحدًا من الأولين ولم يعطه أحدًا من الآخرين.

 فقد جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تباركالذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين».

كما روى مسلم أن نبي الله موسى عليه السلام، سأل المولى تبارك وتعالى، ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ فقال له سبحانه: «هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة فيقول: أي ربكيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب فيقول: لك ذلك ومثله ومثلهومثلهومثله فقال في الخامسة: رضيت رب فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت».

فقط كل ما عليك عزيزي المسلم، أن توقن في الله، وتؤتيفرائضه، وتبتعد عن كل ما حرم، تنل حظك من الجنة لاشك، لكن في أي منزلة، دع الله يختار لك، وطوال الوقت اسأله مرافقة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ» (السجدة: 17).