هل يعد جماع المرأة الأجنبية في دبرها زنا وكيف أتوب عن هذا؟
وأجابت دار الإفتاء المصرية بأن "إتيان المرأة في دبرها حرام شرعًا، وإن كان بين رجل وامرأة أجنبية فهو زنًا؛ لأن الإتيان في الدبر كالإتيان في القُبُل؛ لأن الدبر فرْج أصلي كالقبل، والزنا من الكبائر والموبقات المهلكات؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 32]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا﴾ [الفرقان: 68-69].
وعلى من وقع من المسلمين في هذه الفاحشة الإقلاع عنها سريعًا، والندم على ما فرط في حق الله، وأن يعزم على عدم العودة، ويستحبُّ له الإكثار من الاستغفار، وصلاة ركعتين توبةً لله، وأن يلزم الصالحين مستعينًا بهم على صدق التوبة وصلاح الحال، فمن تاب تاب الله عليه وعفا عنه؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].
ولا ينبغي للمسلم أن يفضح نفسَه ليعاقبَ على فِعلته في الدنيا؛ لما رُوي في "الموطأ" عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللهِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِى لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللهِ»، ولا يجوز للمسلم أيضًا أن يفضح أحدًا عرف عنه أنه زنى، بل المسلم مأمور بالستر على نفسه وعلى غيره؛ لما روى الإمام أحمد في "مسنده" عن يَزِيدَ بْنَ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه كَانَ فِى حَجْرِهِ، فَلَمَّا فَجَرَ قَالَ لَهُ: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَأَخْبِرْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَهُ وَلَقِيَهُ: «يَا هَزَّالُ، أَمَا لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ لَكَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ».
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اقرأ أيضا:
هل جاء في الإسلام أن صوت المرأة عورة؟ارتكبت الزنا مع فتاة وأريد خطبتها
سئل الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن إمكانية أن يخطب شاب إنسانة فعل فيها الفاحشة.. فأجاب في مقطع فيديو عبر قناته على موقع "يوتيوب"، لمشاهديه ومتابعيه عن عقوبة الزنا عند الله في الدنيا والآخرة، موضحا أيضا كيف نواجه شهوة الزنا في الحياة.
يقول "خالد" إن الجنس ليس لعبة، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لشاب: (... أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال : أفتحبه لأختك؟ قال : لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أتحبه لخالتك؟ لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم...) لماذا قال النبي كل هذه الصور؟ لأنه يريد أن يُبشّع له الصورة، حيث ينظر هذا الشاب إلى الفتاة على أنها جسد يتسلّى به، فالنبي يضع له صورًا أخرى ليتخيل مدى بشاعة هذا الفعل؛ لأنه لن يرضاه لأحد من عائلته؛ ولذلك كان يقول الشاب "لا"؛ لأنه لا يريد أن يرى هذه الصورة، يريد أن يقول للنبي كفى! لذلك أريد أن تتخيل أيها الشاب أن في هذه اللحظة وأنت تفعل هذا الفعل، أو في العام نفسه أن هناك شخصا يفعل هذا مع واحدة من أهل بيتك! لذلك يجب أن نغرز هذا في أذهان أطفالنا، فإذا وسوس لهم الشيطان يقولون "لا، هذا ليس لعبة، أنا عندي قيمة لا يمكن أن أتخلّى عنها".
ويضيف: "الله سبحانه تعالى عن عقد الزواج "... وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" (النساء:21)؛ أي أن الله يسمي يوم ما تزوجت ووضعت يدك في يد والد زوجتك "ميثاقًا غليظًا"، لم يقل الله كلمة "ميثاقًا غليظًا" إلا في ثلاثة مواضع فقط، على الأنبياء "...وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" (الأحزاب:7)، وعلى بني إسرائيل عندما أمرهم بإصلاح الأرض "...وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" (النساء:154) وعلى عقد الزواج، تُهزّ السموات والأرض إذا مارست الجنس خارج الميثاق الغليظ، فيملأ غضب الله الكون؛ انظر إلى الآية "وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا" (الفرقان:68) لا يكفرون بالله ولا يقتلون، شيئان ليس هناك أسوأ من هذا! ولا يزنون! انظر مع ماذا؟ الزنا والكفر والقتل؛ لأن الزنا يخرّب الكون! لأنه يحيد عن الهدف الذي خلق الله له الكون، وهو الإصلاح، فعند "لا يزنون" يقول الله تبارك وتعالى " يلق أثاما" ليس إثمًا واحدًا وإنما "أثاما"! "يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا" (الفرقان:69) منتهى الذل والإذلال سواء للفتاة التي فعلت هذا، أو الشاب الذي فعل هذا، "إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ..." (الفرقان:70)، يقول النبي عن نار الدنيا إنها جزء على 70 من نار الآخرة، فما شكل نار الآخرة؟ فكيف بمضاعفة العذاب؟ يا آباء، هذا الكلام يجب أن يُقال للأبناء، على جرعات وبطرق عاقلة وهادئة وبالأخوّة التي أريد أن أتحدث بها مع الشباب.
اقرأ أيضا:
يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكموتابع : "خسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج النبي فزعًا وصلى بالناس ثم قال (والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ( ثم دخل، ما علاقة هذا الكلام بالخسوف؟ ولماذا كان النبي فزعًا؟ لأن الخسوف مظهر من مظاهر قيام الساعة، فذكر الزنا مع الخسوف؛ لأن إذا كثُر الزنا تقوم الساعة، فكأن النبي يقول: إياكم ومثل هذه الأمور؛ لأن هذا الكسوف نذير خطر؛ لأن هناك علاقة بين قيام الساعة وانتشار الزنا؛ لأنه إذا انتشر الزنا يهدم الأساس الذي قامت عليه البشرية وهو الإصلاح".
وأردف بالقول "الجنس علاقة مقدسة، لا تنظروا إلى الأفلام التي تشاهدونها وكيف يُعرض الأمر كأنه سهلاً، لا تصدقوا! هذا وهم! ويؤدي إلى الإفساد في الأرض! الموضوع خطير. انظر إلى حديث النبي وهو يقول: (من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه) الزنا به تعري، أنت لا تخلع ملابسك فقط، ولكن تخلع إيمانك بربك ودينك معها، ألا يقول النبي (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)؟ خلع الإيمان، هذه ليست معصية عادية. لأنها تهدم أساسات الأرض. منتهى الإهانة للفتاة، يريدك الله غالية، وفي الزواج جعلك غالية، يجب أن يؤخذ إذنك ويدفع المهر ويوافق الأهل؛ لأنك غالية، لماذا ترخصين نفسك؟ وفي النهاية سيُلقي الشاب بك، حتى إذا كان يحبك، والله حتى إذا أحبِك؛ لأن الله كتب هذا، أليس هذا لأنك تسمع لوساوس الشيطان؟ "يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (النساء:120) يحبك و و.. ولكن يتخلى عنك بعد ذلك، لا يستطيع الاستمرار، حتى في الزواج العرفي، يتزوج ويكون صادقًا في كلامه، ولكن بعد فترة، يقول "أنا آسف، أهلي.."، ويهرب وهي تبكي وتضيع، والقصة مكررة، لا تفعلي ذلك أبدًا".
وخلص خالد بالقول "سوف تقول لي إن لديك طاقة واحتياجات، الإسلام عنده طريقة للحل؛ سكّن الغرائز، إذا كنت لن تتزوج الآن لا تعرض نفسك للمثيرات، فلقد وضع لنا الإسلام أخلاقًا لتسكين الغرائز، مثل غض البصر؛ لا تشاهد قنوات إباحية، نحن لا نتجاهل هذه الغريزة، ولا نرفضها؛ لأن "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ..." (آل عمران:14) لا ينظر الإسلام للغريزة على أنها شيء حيواني مرفوض، لا، ولكن في الإطار المناسب لها - وهو الزواج- لأنك إنسان ولست حيوانًا ولنعمر الكون؛ لذلك حتى تكون قادرًا لا تطلق عينيك، والنبي صلى الله عليه وسلم يشجعك )من غض بصرًا هو قادر على أن يطلقه خيره الله يوم القيامة في الحور العين يختار منهن حيث يشاء".